وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[58] الله . وقد ذكر الكثير من المفسّرين تفسيرات اُخرى للآية ، ترتبط بصورة أساسية بالهدف من الخلق وإن كانت بعبارات مختلفة وتفاسير متعدّدة ، حيث يقولون بأنّ المراد هو أنّ البشر لم يخلقوا دونما تكليف وأمر ونهي وثواب وعقاب ، ويعتبرونها نظير الآية ( 115 ) من سورة ( المؤمنون ) . ( أَفحسبتُم أنَّما خَلَقْناكُم عَبَثاً )(1). ولكن بملاحظة ذيل الآية يضمحل هذا الإحتمال تماماً لأنّه تعالى يقول : (أمْ هُم الخالِقون ) ، وهذا التعبير يدلّ على أنّ الجملة الاُولى ناظرة إلى سبب الخلقة وعلّة ظهور الإنسان لا الغاية من خلقه ، وبعبارة اُخرى انّ الآية تلاحظ العلّة الفاعلية لا الغائية . * * * الآية الثانية تتوجّه إلى خلق السماوات وتعيد إستدلال العلّة والمعلول هذا في مورد خلق السماوات والأرض وتقول : ( أمْ خَلَقُوا السَماواتِ والأرضَ ) . ويعني هذا انّ السماوات والأرض حادثة دون شكّ لتعرّضها إلى الحوادث باستمرار وحدوث أنواع التغييرات عليها وكلّ شيء معرض للتغيّر لا يمكن أن يكون أزمياً . في هذه الحالة يجري الحديث عن خالق السموات والأرض فهل هي خلقت نفسها ؟ أو لا خالق لها أبداً وقد وجدت صدفة ؟ أم أنّ خالقها هو البشر ؟ وبما أنّ الإجابة عن هذه الأسئلة بالنفي ، يعلم أنّ لها خالقاً ليس مخلوقاً بل هو ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ تفسير مجمع البيان ، تفسير الفخر الرازي ، تفسير القرطبي ، تفسير الميزان ، تفسير روح المعاني وتفسير روح البيان ، حيث ذكروا هذا المعنى كمعنى رئيس في الآية أو كاحتمال .