وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[33] وللإيضاح نقول : لا يبقى في عالم المادّة شيء على حالة واحدة ، فكلّ الأشياء ـ دون إستثناء ـ في حالة تغيّر . ومن جهة اُخرى ، انّ التغيّر والحركة حادثان ، وبما انّ المادّة متعرّضة لهذه التغيّرات والتحوّلات دائماً فينبغي أن تكون حادثة أيضاً فمن غير الممكن أن تكون المادّة أزلية وتتعرّض للحوادث منذ الأزل لأنّ ذلك يستلزم إجتماع ( الحدوث ) و ( الأزلية ) وهما متضادّان كما نعلم ( تأمّل جيّداً ) . إِنَّ هذا الإستدلال وبملاحظة النظريات الجديدة بشأن المادّة يقام بصورة أوضح فكلّ مادّة ـ وفق النظرية الفيزيائية الجديدة ـ تتركّب من ذرّات ، والذرّة عبارة عن جموعة من الحركات ، وكلّ حركة أمر حادث ، فالمادّة ـ إذن ـ والتي هي عبارة عن مجموعة حركات ( الالكترونات ) و ( البروتونات ) لا يمكن أن تكون أزلية ، وبعبارة اُخرى انّ كلّ حركة لها بداية ونهاية ، وكلّ ما له بداية ونهاية لا يكون أزلياً . هذه المسألة جاءت بشكل جميل في حديث عن الإمام الصادق ( (عليه السلام) ) في مواجهة مع ( ابن أبي العوجاء ) حيث قال له الإمام ( (عليه السلام) ) : اسأل ما شئت ، فقال ( ابن أبي العوجاء ) : ما الدليل على حدث الأجسام ؟ فقال الإمام ( (عليه السلام) ) : " انّي ما وجدت شيئاً صغيراً ولا كبيراً إلاّ إذا ضمّ إليه مثله صار أكبر ، وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الاُولى، ولو كان قديماً ما زال ولا حال، لأنّ الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث، وفي كون في الأزل دخوله في القدم، ولن تجتمع صفة الأزل والحدوث والقدم والعدم في شيء واحد"(1). * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ بحار الأنوار : ج3 ، ص46 ، اُصول الكافي : ج1 ، ص77 باب حدوث العالم .