وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[21] للإيضاح نقول : يتوصّل الإنسان تارةً إلى قضيّة ما عن طريق الإستدلال الوجداني والشواهد الفطرية ولكنّه يريد أن يجعلها في إطار البرهان العقلي ، فيستعين بفرضيات مختلفة ويدرس مستلزمات كلّ فرضية حتّى يصل إلى ما يريد . فمثلا : يتوصّل المحقّق إلى أصالـة الروح بوجدانه ويرغب في إقامة البرهان على ذلك فيفترض الروح مادّية أو أنّ المادّية من خواصها ثمّ يدرس اعراض المادّة وخواصها ومستلزماتها فيصل أخيراً إلى أنّ الماديّة ( أو اعراض المادّة ) لا تتوافق مع الظواهر الروحية فينفيها الواحدة تلو الاُخرى حتّى يبلغ تجرّد الروح . وإبراهيم ( (عليه السلام) ) أيضاً ولكي يسلك طريق التوحيد المنطقي والذي توصّل إليه بوضوح في أعماق روحه يفترض فرضيات مختلفة ويقول ( هذا ربّي ) و ( هذا ربّي ) ثمّ يصل إلى بطلان هذه الإحتمالات باُفولها وغروبها حتّى يقول أخيراً ( إنّي وَجَّهتُ وَجهيَ لِلَّذي فَطَر السمواتِ والأَرضَ )(1) ويكمل توحيده المستدل . ونلاحظ في بعض الروايات إشارات خفيفة إلى هذا المضمون ، كما نقرأ عن الإمام الصادق ( (عليه السلام) ) في قوله تعالى ( كانَ الناسُ أُمّةً واحدةً ) الآية في حديث طويل ... وفي آخره يقول الراوي : قلت له : أفي ضلال كانوا قبل النبي أم على هدى ؟ قال ( (عليه السلام) ) : لم يكونوا على هدى بل كانوا على فطرة الله التي فطرهم عليها لا تبديل لخلق الله ، ولم يكونوا ليهتدوا حتّى يهديهم الله أما تسمع بقول إبراهيم ( (عليه السلام) ) : " لئن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضالّين " أي ناسياً للميثاق(2). ــــــــــــــــــــــــــــ * ـ وردت احتمالات اُخرى في تفسير الآيات أعلاه منها الإستفهام الإستنكاري والإستفهام بقصد الإستهزاء وأمثاله ، وخاصّة في تفسير التبيان وتفسير الفخر الرازي حيث أوردا إحتمالات عديدة ، ولكن لا ينسجم أي منها مع لحن الآية . 2 ـ نور الثقلين : 1/736 ، الحديث 148 .