وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[18] للتأكيد [ هذه الحاكمية المطلقة والمالكية المسلّمة لله على العالم جاءت بالتفصيل في الآيات اللاحقة ، وهذه الآيات ـ في الحقيقة ـ جاءت على صورة البيان ( الإجمالي ) و ( التفصيلي ) وهو من الأساليب القرآنية المعروفة في بيان القضايا المهمّة ، ففي البداية تذكر القضية بشكل مغلق كي يستعدّ السامع ثمّ تشرع بشرحها ] التعبير بفاء التفريع في ( فلمّا ) إشارة واضحة إلى هذا الأمر [ . على كلّ حال فانّ القرآن شرع بتبيان هذا الإجمال في الآيات اللاحقة ، فيبدأ أوّلا بالنجوم ويبيّن إستدلال إبراهيم ( (عليه السلام) ) في إبطال مذهب عبدة النجوم بهذا النحو : (فلّما جَنَّ عليهِ الليلُ رءا كوكباً قالَ هذا ربّي) . التعبير بـ ( رأى كوكباً ) مع انّ نجوماً كثيرة تظهر في الليل ـ فيه إشارة إلى نجم كبير ولامع ألفت نظره إليه ، وبما انّ كوكب ( الزُهرة ) يظهر أوّل الليل و ( كوكب ) يعني ( النجم عند طلوعه ) يتأيّد بذلك التفسير الذي يميل إليه أغلب المفسّرين وهو انّ النجم كان الزُهرة أو المشتري اللذين كانا يعتبران في العصور القديمة من الآلهة المعبودة عند المشركين ، وخاصّة ما ورد عن الإمام الصادق ( (عليه السلام) ) في إحدى الروايات بأنّ هذا النجم هو كوكب الزُهرة . على كلّ حال فانّ هذا النجم لم يدم طويلا حتزى أفل ، فقال إبراهيم (... لا اُحبُّ الآفلين) . مرّة اُخرى التفت إبراهيم إلى طلوع ( القمر ) من وراء الاُفق فأضاء السماء والأرض بنوره الأخّاذ والجميل فقال إبراهيم (هذا ربّي). ولكن لم يدم طويلا حتّى تعرّض القمر إلى مصير النجم واختفى وراء الاُفق وترك السماء في طلام مرّة اُخرى ، ( عندئذ قال إبراهيم ( (عليه السلام) ) الذي كان يسعى للوصول إلى وحدة المعبود والربّ الحقيقي (لئن لَم يَهِدِني ربّي لأكونَنَّ من القوم الضالّينَ) . وبهذه الطريقة أوضح أنّ سعي الإنسان لا يكفي للوصول إلى الحقّ ، بل يجب أن يشمله الإمداد الإلهي كي لا يكون من الضالّين ، ومن المؤكّد انّ هذا