وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[67] فعندما شاهد العلماء الورعون تَعَلُّقَ الناس بالدنيا وحبهم الشديد لها وارتباطهم الوثيق بها خاطبوهم قائلين: ويلكم يا عبدة الدنيا! لا تخدعكم الثروة، فالجزاء الالهي خير لكم في الدنيا والآخرة إن كنتم مؤمنين وأعمالكم صالحة، لكن لا ينالُ هذا الثواب الالهي إلا الصابرون غير الراكعين امام الظلم والاغراءات المادية. إن عبارة (اُوتوا العلم) تدل وضوح على وجود علقة بين (الورع والزهد) من جهة والعلم والمعرفة) من جهة اخرى، وأن العارين بوه الدنيا وخسة الثورة المادية وخلود الآخرة، لم يُخدعوا ولم يتمنوا ثروة قارون(1). * * * 21 ـ التطور المادي وليد العلم: (قالَ اِنَما اُوتيتُهُ عَلى عِلْم عِنْدي) (القصص 78) هذا الحديث قاله قارون الغني والمغرور والأناني عندما نصحه علماء قوم موسى، أَنِ استمثر ثروتك في مجال مصالح الناس ولا تنسَ نصيبك من الدنيا، وأحسن لعباد الله كما أحسنَ الله لك ولا تتخذ ثروتك وسيلة للفساد. لكنه أجاب قائلا: إني جمعت هذه الثروة بفضل علمي ومعرفتي. والذي ينبغي ذكره هنا هو أنّ الله لم ينفِ ادّعاءهُ هذا. بل يقول تعالى: (اَوَلَمْ يَعْلَمْ اَنَّ الله قَدْ اَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ اَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَاَكْثَرُ جَمْعاً) (القصص / 78). إنَّ هذا التأييد الضمني يكشف أن لقارون علماً تمكن بواسطته أن يجمع ثروة عظيمة (سواء كان ذلك العلم هو علم الكيمياء ـ كما يدعي بعض المفسرين او ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - يقول الامام الصادق (عليه السلام): "إنَّ ممّا خاطب الله به موسى بن عمران قال: إنّ عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بي". (بحار الانوار الجز 18 الصفحة 339).