وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[414] (وَالَّذِيْنَ آمَنُوا ... )(1). كما يحتمل ان يكون المراد من الشهداء، هو الشهداء على أعمال الناس، لأن المستشفَّ من آيات عديدة هو أن فريقاً من المؤمنين (الانبياء والأئمة) يشهدون على الامم. ولا يبعد الجمع بين هذين المعنيين(2). إن "الاجر" في عبارة "لهم أجرهم ونروهم" تعني جزاء الأعمال، أما "النور" ففسّرَه البعض بأنه النور الذي يسعى بين أيدي المؤمنين الذي يفتح الطريق نحو الجنة يوم القيامة، إلاَّ انه لا دليل على هذا التحديد، وقد جاء هنا مطلقاً، فينبغي القول بعمومية مفهومه وشموله للنور الذي جعله الله للمؤمنين في الدنيا كما يشمل النور الذي يهتدي به المؤمنون الى الجنة يوم القيامة(3). وقد طـرحت الآية الـرابعة والاخيرة استفهـاماً تقريـرياً قائلة: ( اَفَمَنْ شَرَحَ الله صَدْرَهُ لِلإسلامِ فَهُـوَ عَلَـى نُـور مِنْ رَبِّـهِ)؟ وهذا دليل واضح على أن قبول الايمان متـزامن ومقترن مع شرح الصدر، وشرح الصدر أرضية خصبة للنور الالهـي، النـور الذي يضيء العالم أمام أعين المؤمن، ويكشف له حقائقه كما هي. إن المراد من "شرح الصدر" هو اتساع الروح الى درجة تكون مستعدة لاستيعاب حقائق كثيرة، وما يقابل شرح الصدر هو "ضيق الصدر" اي تضيق الروح بدرجة لا تتمكن من استيعاب شيء من الحقائق، وبتعبير آخر: إن شرح ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - تفسير مجمع البيان الجزء 9 الصفحة 238. 2 - احتمل البعض ان جملة (وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ليست عطفاً على الجملة التي سبقتها، وانها جملة مستقلة مركبة من مبتدأ وخبر، إلاّ أن هذا الاحتمال بعيد جداً. 3 - الظاهر من تعبير بعض المفسرين أن الضمائر في جميع هذه الجمل ترجع الى المؤمنين، بينما يصرح صاحب الميزان بأن الضمير في "لهم" يرجع الى "الذين آمنوا" والضميرين الاخرين يرجعان الى "الصديقين" و"الشهداء"، أي اولئك الذين لهم أجر الصديقين والشهداء ولهم نورهم، إلاّ ان هذا الاحتمال بعيد.