وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[408] فَخَيْرُها أوعاها)(1) والمهم هو أن نوسع هـذه الأوعية، وأن لا تـكون مقلوبة لا تسع ولو لقطرة واحدة، وهذا الأمر ممكن في ظل التقوى. أما التأثير المتبادل بين العلم والتقوى: فهو ان العلم الحقيقي يمحو جذور الرذائل الأخلاقية وينبايع الاثم والذنب، ويمثل أمامه عواقب الامور، وهذه المعرفة تعين الانسان على تبلور التقوى في قلبه وعلى ابتعاده عن الإثم، ويتضح من هنا ان العلم ينبوع للتقوى، كما ان التقوى ينبوع للعلم، غاية الامر ان مرحلة من التقوى تسبب مرحلة من العلم، وتلك المرحلة من العلم تسبب مرحلة أرفع من التقوى، وعلى هذا المنوال فان كلا منهما يوثر في الآخر تأثير متبادلا، وقد تكون الآية (201) من سورة الاعراف مشيرةً الى هذه النقطة: (اِنَّ الَّـذِين اتَّقَوا اِذا مَسَّهُمْ طـائِفٌ مِنَ الشَّيْطـانِ تَذَكّرُوا فـاذا هُـمْ مُبْصِرُونَ). أي ان التقوى تكون في البداية، ثم التذكر، ثم البصيرة، والنتيجة هي النجاة من وساوس الشياطين. * * * 3 ـ استغلال العلاقة بين "العلم" و"التقوى": بالرغم من ان علاقة المعرفة بالتقوىعلاقة لا يمكن انكارها، سواء من وجهة نظر القرآن المجيد، أو من وجهة نظر الدليل والعقل (وقد بينا ذلك بالتفصيل)، إلاَّ أن هذا الحديث لا يعني ترك طرق كسب العلم والمعرفة المتعارفة، والاستغناء بتهذيب النفس عن كسب تنصّب العلوم على قلوبنا العلم، كما ظن ذلك عدد من الصوفية الذين اتخذوا هذه المسألة حجة لمقارعة المعرفة وكسب العلم وظلوا في ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - نهج البلاغة الحكمة 147.