وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[384] ليؤمنـوا ويسلموا أنفسهم للحق، إلاّ انهم اعرضوا عن ذلك، فأنـزل الله عليهـم بأسه، فابتلاهم بمختلف المشـاكل والمصائب والحـوادث الصعبة، والفقر والمـرض والقـحط وغير ذلك، كي يوقظـهم من غفلتهـم، ولكـي يخضعوا للحق، إلاّ انهم اتخذوا السبيل المنحرف بدل سبيل الرشاد والرجوع الى الحق والتوبة. يقول القـرآن في هذا المجال: لماذا لم يتضرعوا بالرغم من مجيء بأسنا لهم؟ ثم يعدُّ أسـباب هذا المر ويقول: الاول هو (قَسَتْ قُلُوبُهُمْ) فما كادت تخضع للحق. والثـاني هو: (وَزَيَّنَ لَهُـمُ الشَّيْطـانُ ما كـانُوا يَعْمَـلُونَ)، بـحيث أصبـحوا يرون المعـاصي صواباً والقبـح جمالا، وقد نفذ الشيـطان هنا من طريق عبادة لهوى. وبتعبير آخر: لم تؤثر فيهم لا مواعظ الانبياء اللفظية، ولا مواعظ الله العملية والتكوينية، وعامل هذا الحجاب هو قسوة القلوب من جهة، ومن جهة اخرى تزيين الشيطان لهم، بحيث سلب منهم روح التضرع والخضوع. هناك بحث بين المفسرين في المراد من "تزيين الشيطان"، فيقول البعض: انه الوساوس الشيطانية التي تبدو المحاسن فيها قبائحاً والقبائح فيها محاسناً، أو العوامل الخارجية التي تزين للانسان سوءَ أعماله، كما تُجعل المواد السامة في غلاف مُغر وجميل، وكما يُدعى للانحرافات الكبيرة تحت غطاء التمدن والافكار النيرة والحرة. وتـحدثت الآيـة الثانيـة عن هدد سليمان عندما قدم من رحلته الى بلاد الملكة سبأ، فبعد حكايته لقصة سبأ وحضارة بلادها العظيمـة قال: (وَجَدْتُهـا وَقَوْمَهـا يَسْجُدُونَ لِلَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطـانُ أَعْمـالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ). إن هذه الآيـة تكشف عن ان الهدهد بالرغم من محدودية عقله وذهنيته