وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[374] سورة البقرة: ان السحر غالباً ما يعتمد على الخواص الكيمياوية والفيزياوية للمواد التي لم يعرفها الناس إلاّ ان السحرة يعرفونها جيداً وقـد اعتمدوا عليها كلياً، كما انـه جاء في التفاسير حول قصة مقارعة موسى(عليه السلام) للسحرة، اذ يحتمل ان ما جاء به السحرة هو مجموعة من العصي والحبال الجلدية الجوفاء والمليئة بمادة الزئبق الفرّار، وبما ان الحركة والتمدد الشديد من خواصه عند ارتفاع درجة حرارته، فعندما ألقوا هذه العصي والحبال بدأت بالحركة والقفز والتقلص والنبساط بفعل حرارة الشمس أو الحرارة المنبعثة من المكان الذي يحتمل وجود مصدر حرارتي تحته(1). وقد يستعين السحرة في عـروضهم ـ احياناً ـ بالشعوذة وخفة اليد، فيرى الناسُ أشيـاءً لا واقع لها، وقد شاهد كثير من الناس نماذج من هذه العروض، وقد ينشرون مواد كيميائية خاصة عن طريق العطور وتبخير اعشاب معينة بحيث تؤثر على الحاسة الباصرة وأسماع بل وحتى على اعصاب الحضور لتمثيل صور غير واقعية أمامهم. كما يحتمل انهم يستعينون بالتنويم المغناطيسي والتلقين بحيث تتمثل صور غير واقعية امام الناس. بالـطبع هناك قسم آخر من السحـر يحتمل استعانة السحرةُ به وهو تسخير الجن أو بعض الأرواح (وهذه خمسة طريق رئيسية للسحر). وقد يطلق السحـر على معنـى أوسع من المعاني السابقة، فيقال لمن حسن بيانه " له بيان ساحر " كما جاء في الحديث: إن الفتنة سحر، لانها تفرق بين الاحبّة، إلاَّ أن الذي چاء في الآية هو " سحروا أعين الناس " وهـو التـلاعب بباصرة الحضور بحيث يجعلهم يرون اموراً لا واقع لها، فيرون حية تسعى وإن لم يكن هناك حية أبداً. والشـاهد على هذا الحديث هو الآية (66) من سورة طه ــــــــــــــــــــــــــــ 1 - راجع روح المعاني الجزء 9 الصفحة 22، والفخر الرازي 14 الصفحة 203، وروح البيان الجزء 3 الصفحة 213، والمنار الجزء 9 الصفحة 66، وتفاسير اخرى.