( 5 ) مقدمة الطبعة الثالثة بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كتاب القرون والأجيال الحمد للّه الذي نزّل القرآن تبياناً لكلّ شيء، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي نزل القرآنُ على قلبه ليكون من المنذِرين، وعلى آله الطيّبين الطاهرين الذين هم عيش العلم وموت الجهل. أمّا بعد، فانّ القرآن كتاب أبديّ خالد ينطوي على أبعاد مختلفة وبطون لا يمكن للبشر أن يكتشف جميعها جملة واحدة، وإنّما يكتشف في كلّ عصر بعداً من أبعاده، وحقيقة من حقائقه. وقد استخرج المحقّقون بفضل جِدّهم ومثابرتهم حقائق في غاية الأهمية لم يخطر على بال القدامى من المحقّقين، وهذا دليل واضح على أبعاد القرآن اللامتناهية، وإليها يشير ابن عباس بقوله: إنّ القرآن يفسره الزمان(1). وهذه حكمة بالغة نطق بها حبر الأُمّة تلميذ الإمام أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ ، وأثبتتها التجارب على مرّ الزمان. ــــــــــــــــــــــــــــ 1 . راجع النواة في حقل الحياة، تأليف مفتي الموصل الشيخ العبيدين.