(417) البحر، أو نلقيك على نجوة من الارض، وهي المكان المرتفع ليراك بنو إسرائيل لتكون لمن خلفك وراك وهم بنو إسرائيل. اية: علامة يظهر لهم عبوديتك ومهانتك، وإن ما كنت تدعيه من الربوبية محال وكان في أنفسهم أن فرعون أجل شأنا من أن يغرق. القمي: أن موسى أخبر بني إسرائيل أن الله قد أغرق فرعون فلم يصدقوه فأمر الله البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا، ويأتي تمام الكلام فيه وإن كثيرا من الناس عن ايتنا لغافلون لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون. في العيون: عن الرضا (عليه السلام) أنه سئل لأي علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده؟ قال: لأنه آمن عند رؤية البأس، والايمان عند رؤية البأس غير مقبول، وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله تعالى: (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا)، وقال عز وجل: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)، وهكذا فرعون لما أدركه الغرق قال: (آمنت أنه لا إله إلاّ الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين)، فقيل له: (الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية) وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبس على بدنه فلما غرق ألقاه الله تعالى على نجوة من الارض ببدنه ليكون لمن بعده علامة فيرونه مع تثقله بالحديد على مرتفع من الارض، وسبيل الثقيل أن يرسب ولا يرتفع، فكان ذلك آية وعلامة، ولعلة أخرى أغرقه الله عز وجل وهي: أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله تعالى فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى لم تغث فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته. والقمي: عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية إن بني إسرائيل قالوا: يا موسى ادع الله أن يجعل لنا مما نحن فيه فرجا، فدعا فأوحى الله إليه أن سر بهم، قال: يا رب البحر أمامهم، قال: امض فإني آمره أن يطيعك فينفرج لك، فخرج موسى ببني إسرائيل وأتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ونظروا إليه قد أظلهم قال موسى للبحر: انفرج لي،