وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

(20) الثالث: أن يكون معناها أن حوادث الامم السابقة تجري بعينها في هذه الامة، فهي بمعنى قوله تعالى: * (لتركبن طبقا عن طبق 84: 19) *، وبمعنى الحديث المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله) " لتركبن سنن من قبلكم " (1). أما قوله (صلى الله عليه واله وسلم): " من تركه من جبار قصمه الله " فلعل فيه ضمانا بحفظ القرآن عن تلاعب الجبارين، بحيث يؤدي ذلك إلى ترك تلاوته وترك العمل به، والى جمعه من أيدي الناس كما صنع بالكتب الالهية السابقة (2) فتكون إشارة إلى حفظ القرآن من التحريف. وسنبحث عنه مفصلا. وهذا أيضا هو معنى قوله في الحديث: " لا تزيغ به الاهواء " بمعنى لا تغيره عما هو عليه، لان معاني القرآن قد زاغت بها الاهواء فغيرتها. وسنبين ذلك مفصلا عند تفسير الآيات إن شاء الله تعالى. وأشار الحديث إلى أن الامة لو رجعوا إلى القرآن في خصوماتهم، وما يلتبس عليهم في عقائدهم وأعمالهم لاوضح لهم السبيل. ولوجدوه الحكم العدل، والفاصل بين الحق والباطل. نعم، لو أقامت الامة حدود القرآن، واتبعت مواقع إشاراته وإرشاداته، لعرفت لحق وأهله، وعرفت حق العترة الطاهرة الذين جعلهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قرناء الكتاب، وأنهم الخليفة الثانية على الامة من بعده (3) ولو استضاءت الامة بأنوار معارف القرآن، لامنت العذاب الواصب، ولما تردت في العمى، ولا غشيتهم حنادس الضلال، ولا عال سهم من فرائض الله، ولا زلت قدم عن الصراط السوي، ولكنها أبت إلا الانقلاب على الاعقاب، واتباع الاهواء، والانضواء ـــــــــــــــــــــــــ (1) ورد هذا اللفظ في كنز العمال ج 6 ص 40، من حديث سهل بن سعد. انظر بقية المصادر في قسم التعليقات رقم (3). (2) راجع الهدى إلى دين المصطفى ج 1 ص 34، لآية الله الحجة الشيخ محمد جواد البلاغي. (3) تقدم مصادر حديث الثقلين في ص 26 رقم (2)، وفي بعض نصوصه تصريح بأن القرآن والعترة خليفتا الرسول " ص ". (*)