وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 58 ] حساباً جمعياً، بل إنّ كلّ فرد يحاسب بشكل مستقل، أي إنّ الفرد إذا أدّى ما عليه من تطهير نفسه، ومحاربة الفساد، فليس عليه أدنى بأس أو خوف إذا كان العالم بأسره ملوّثين بالكفر والشرك والظلم والمعصية. وأساساً فلن يكون لأي برنامج تربوي أثر ما لم يولّ إهتماماً لهذا الأصل المهمّ (دقّق النظر)!! هذه المسألة تطرح في الجملة الثانية من الآية بشكل آخر، يقول تعالى: (وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى)(1). في حديث عن ابن عبّاس أو غيره، أنّ اُمّاً وإبنها يأتيان في يوم القيامة وكلاًّ منهما عليه ذنوب كثيرة، وتطلب الاُمّ من إبنها أن يحمل عنها بعض تلك المسؤوليات في قبال تربيتها له وحملها به، فيقول لها إبتعدي عنّي فأنا أسوأ منك حالا(2). ويبرز هنا السؤال التالي: هل أنّ هذه الآية تنافي ما ورد في الروايات الكثيرة حول السنّة السيّئة والسنّة الحسنة؟ حيث أنّ الروايات تقول: "من سنّ سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجره شيء، ومن سنّ سنّة سيّئة كان له وزرها ووزر من عمل بها". ولكنّنا إذا التفتنا إلى نكتة واحدة، يتّضح الجواب على هذا السؤال، وهي أنّ عدم تسجيل ذنب أحد على آخر، إنّما هو في صورة أن لا يكون له سهم في ذلك ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ "مثقلة" بمعنى "الحامل لحمل ثقيل" ويقصد بها هنا حامل الوزر على عاتقه، و (حمل): على ما يقوله الراغب: معنى واحد اعتبر في أشياء كثيرة، فسوّي بين لفظة في فعل وفرّق بين كثير منها في مصادرها، فقيل في الأثقال المحمولة في الظاهر كالشيء المحمول على الظهر (حِملٌ)، وفي الأثقال المحمولة في الباطن (حَملٌ) كالولد في البطن والماء في السحاب والثمرة في الشجرة تشبيهاً بحمل المرأة، ولأنّ ما ورد في هذه الآية، هو تشبيه للذنب بالحمل المحمول على العاتق، فيجب أن تقرأ بكسر الحاء. 2 ـ مع أنّ الحديث ورد في تفاسير مختلفة حيناً عن الفضيل بن عيّاض، وحيناً عن ابن عبّاس، ولكن يستبعد أن يكون الحديث عنهما مستقلا، فمن الممكن أن يكون أصل الحديث عن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم). راجع تفسير (أبو الفتوح، والقرطبي، وروح البيان) وقد أوردناه بالمعنى.