وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[10] وكان لنا في هذا الشأن بحوث مفصّلة في بداية سورة البقرة وسورة آل عمران وسورة الأعراف. ثمّ يضيف القرآن قائلا: (تلك آيات القرآن كتاب مبين ) والإشارة للبعيد بلفظ (تلك) لبيان عظمة هذه الآيات السماوية، والتعبير بـ (المبين ) تأكيد على أنّ القرآن واضح بنفسه وموضح للحقائق أيضاً(1). وبالرغم من أنّ بعض المفسّرين احتمل أنّ التعبير بـ (القرآن وكتاب مبين )إشارة إلى معنيين مستقلين، وأن "الكتاب المبين" يراد منه اللوح المحفوظ.... إلاّ أن ظاهر الآية يدلّ على أنّ كلاهما لبيان حقيقة واحدة، فالأوّل في ثوب الألفاظ والتلاوة، والثّاني في ثوب الكتابة والرسم. وفي الآية التالية وصفان آخران للقرآن إذ تقول: (هدى وبشرى للمومنين... الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون ). وهكذا فإن اعتقاد المؤمنين راسخ في شأن المبدأ والمعاد، وارتباط متين بالله وخلقه أيضاً... فالأوصاف المتقدمة تشير إلى اعتقادهم الكامل ومنهجهم العملي الجامع!. وهنا ينقدح سؤال وهو: إذا كان هؤلاء المؤمنون قد اختاروا الطريق السوي، من حيث المباني الإعتقادية والعملية، فما الحاجة لأنّ يأتي القرآن لهدايتهم؟! ويتّضح الجواب بملاحظة أنّ الهداية لها مراحل مختلفة، وكل مرحلة مقدمة لما بعدها،. ثمّ إنّ استمرار الهداية مسألة مهمّة، وهي ما نسألُها الله سبحانه ليل نهار بقولنا: (إهدنا الصراط المستقيم ) ليثبتنا في هذا المسير، ويجعلنا مستمرين فيه ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ "المبين" مشتق من (الإبانة) وكما يقول بعض المفسّرين "كالآلوسي في روح المعاني": إنّ هذه المادة قد يأتي فعلها لازماً، وقد يأتى متعدياً ففي الصورة الأُولى يكون مفهوم المبين هو الواضح والبيّن، وفي الصورة الثّانية يكون مفهومه الموضح!