وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[492] عزّوجلّ (فذلكم الله ربّكم الحقّ).(1) وتارةً أُخرى يطلق على الإعتقاد الذي يطابق الواقع كما في قوله تعالى: (فهدى الله الذين آمنوا لمّا إختلفوا فيه من الحقّ).(2) ومرّةً يقال للقول والعمل الذي يتحقّق في الوقت المناسب كما في قوله تعالى: (حقّ القول منّي لأملئنّ جهنّم).(3) وعلى أيّة الحال فمقابل "الحقّ" الباطل والضلال واللعب وأمثالهما. لكنّ الآية التي نحن بصددها تشير إلى المعنى الأوّل، وهو إنشاء عالم الخلق. حيث توضّح السّماء والأرض أنّ في الهدف من خلقها الحكمة والنظام والحساب. فالله تعالى ليس محتاجاً في خلقها ولا ناقصاً لكي يسدّ نقصه بها، بل هو الغني عن كلّ شيء، وهذا العالم الواسع دار لنمو المخلوقات وتكاملها. ثمّ يضيف: إنّ الدليل في عدم الحاجة إليكم ولا إلى إيمانكم هو: (إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد). وهذا العمل ليس صعباً عند الله (وما ذلك على الله بعزيز). والشاهد على هذا القول في سورة النساء (وإن تكفروا فإنّ لله ما في السّماوات وما في الأرض وكان الله غنيّاً حميداً ... إن يشأ يذهبكم أيّها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديراً).(4)وهذا التّفسير بخصوص الآية أعلاه منقول عن ابن عبّاس. وهناك إحتمال آخر، وهو أنّ الجملة أعلاه تشير إلى مسألة المعاد وأنّ الله قادراً على أن يفني جميع الناس ويأت بخلق آخر، فهل تشكّون في مسألة المعاد وبعثكم من جديد؟ * * * ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ يونس، 32. 2 ـ البقرة، 213. 3 ـ السجدة، 13. 4 ـ النساء، 131 إلى 133.