وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[582] على نوعين: قذارة حسية، وقذارة باطنية. ويقول الطبرسي في مجمع البيان: كل ما ينفر منه الإِنسان يقال عنه: إنّه نجس. فلذلك فإنّ كلمة نجس تستعمل في موارد كثيرة ـ حتى في ما لا مفهوم للنجاسة الظاهرية فيه ـ فمثلا يسمّي العرب الأمراض الصعبة المزمنة أو التي لا علاج لها بـ "النجس" كما يطلق على الشخص الشّرير، أو الساقط خُلقياً، أو الشيخ الهرم، أنّه نَجس. ومن هنا يتّضح أنّه مع ملاحظة ما جاء في الآية ـ محل البحث ـ لا يمكن الحكم بأنّ إطلاق كلمة نجس على المشركين تعني أن أجسامهم قذرة كقذارة البول والدم والخمر وما إِلى ذلك أو لعقيدتهم "الوثنية" فهي قذارة باطنية، ومن هنا لا يمكن الإِستدلال بهذه الآية على نجاسة الكفار، بل ينبغي البحث عن أدلة أُخرى. ثمّ تعقب الآية على ذوي النظرة السطحية الذين كانوا يزعمون بأن المشركين إذا انقطعوا عن المسجد الحرام ذهبت تجارتهم وغدوا فقراء معوزين فتقول (وإن خفتم علية فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء). كما فعل ذلك سبحانه على خير وجه، فباتساع رقعة الإِسلام في عصر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ سيل الزائرين يتجه نحو بيت الله في مكّة، وما زال هذا الأمر مستمراً حتى عصرنا الحاضر حيث أصبحت مكّة في أحسن الظروف فهي بين سلسلة جبال صخرية لا ماء فيها ولا زرع، لكنّها مدينة عامرة، وقد صارت بإذن الله مركزاً مهماً للبيع والشراء التجارة. ويضيف القرآن في نهاية الآية قائلا: (إن الله عليم حكيم) فكل ما يأمركم به الله فهو وفق حكمته، وهو عليم بما سيؤول إليه أمره من نتائج مستقبلية، وهو خبير بذلك. * * *