وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[52] من هو المُؤذِّن! والمنادي؟ مَن هو هذا المؤذن الذي يسمعه الجميع؟ وفي الحقيقة له سيطرة وتفوق على جميع الفرقاء والطوائف؟ لا يستفاد من الآية شيء في هذا المجال، ولكن جاء في الأحاديث الإسلامية المفسّرة والموضّحة لهذه الآية، تفسير المؤذّن بأمير المؤمنين علي(عليه السلام). روى الحاكم أبوالقاسم الحسكاني ـ الذي هو من علماء أهل السنّة بسنده عن "محمّد بن الحنفية" عن علي(عليه السلام) أنّه قال: "أنا ذلك المؤذّن". وهكذا روى بسنده عن "ابن عباس" أنّ لعلّي(عليه السلام) أسماء في القرآن الكريم لا يعرفها الناس، منها "المؤذّن" في قول الله تعالى: (فأذن مؤذنُ بينهم) فهو الذي ينادي بين الفريفين أهل الجنّة وأهل النّار، ويقول: "ألا لعنة الله على الذين كذبوا بولايتي واستخفّوا بحقّي"(1). ولقد رويت روايات وأحاديث متعددة مماثلة بطرق الشيعة، منها ما رواه الصّدوق(رحمه الله) بسنده عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّ أميرالمؤمنين(عليه السلام) خطب بالكوفة منصرفه في نهروان، وبلغه أنّ معاوية يسبّه ويعيبه ويقتل أصحابه، فقام خطيباً (إلى أن قال): "وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة، قال الله عزَّوجلَّ (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة اللّه على الظالمين) أنا ذلك المؤذن، وقال: (وأذان من اللّه ورسوله) أنا ذلك الأذان"(2). ونحن نرى أنّ السبب في انتخاب أميرالمؤمنين علي(عليه السلام) مؤذناً ومنادياً في ذلك الوقت هو: أوّلا: لأنّه كان له مثل هذا المنصب من قبل الله والنّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) في الدنيا أيضاً، فهو بعد فتح مكّة كلّف من جانب الله بأن يتلو الآيات الأُولى من سورة البراءة ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ مجمع البيان عند الآية المطروحة هنا. 2 ـ تفسير البرهان، المجلد الثّاني، الصفحة 17.