وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[21] الإنسانية والملكات الأخلاقية، وصدق النية وطهارتها وإخلاصها. وإذا رأينا أنّ بعض الرّوايات الإسلامية تشير ـ فقط ـ إلى اللباس الجيّد أو مشط الشعر، أو إذا رأينا أنّ بعضها الآخر يتحدث ـ فقط ـ عن مراسيم صلاة العيد وصلاة الجمعة، فإنّ ذلك لا يدل على الإنحصار، بل الهدف هو بيان مصاديقها الواضحة(1). وهكذا إذا رأينا أنّ طائفة أُخرى من الرّوايات تفسر الزينة بالقادة الصالحين(2)، فإنّ كل ذلك يدل على سعة مفهوم الآية الذي يشمل جميع أنواع الزينة الظاهرية والباطنية. وهذا الحكم وإن كان يتعلق بجميع أبناء آدم في كل زمان ومكان، إلاّ أنّه ينطوي ضمناً على ذم عمل قبيح كان يقوم به جماعة من الأعراب في العهد الجاهلي عند دخولهم في المسجد الحرام والطواف بالكعبة المعظمة، حيث كانوا يطوفون بالبيت المعظم عراةً من دون ساتر يستر عوراتهم، كما أنّه يتضمن ـ أيضاً ـ نصيحة لأولئك الذين يرتدون عند إقامة الصلاة أو الدخول إلى المساجد ثياباً وسخة خلقة أو ألبسة تخصّ المنزل، ويشتركون في مراسيم عبادة وهم على تلك الهيئة المزرية، الأمر الذي نشاهده اليوم ـ وللأسف ـ بين بعض الغفلة السذج من المسلمين، في حين أننا مكلّفون ـ طبقاً للآية الحاضرة، والرّوايات الواردة في هذا الصعيد ـ بأن نرتدي لدى ارتيادنا للمساجد أفضل ثيابنا وألبستنا. ثمّ في العبارة اللاحقة يشير سبحانه إلى مواهب أُخرى، يعني الأطعمة والأشربة الطاهرة الطيبة، ويقول: (وكلوا واشربوا). ولكن حيث أنّ الإنسان حريص بحكم طبيعته البشرية، يمكن أن يسيء ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ للإطلاع على هذه الرّوايات راجع تفسير البرهان المجلد 2، الصفحة الثّانية 9 و 10 وتفسير نورالثقلين المجلد الثّاني الصفحة 18 و 19. 2 ـ المصدر السابق.