وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[569] فكيف يمكن التوفيق والجمع بين تلك الآيات والآيات الحاضرة التي تثبت قضية المساءلة يوم القيامة؟! إِن الإِمعان في هذه الآيات كفيل بأن يكشف كل إِبهام عنها، فإِنه يستفاد من مجموع الآيات الواردة في مجال المساءلة في يوم القيامة أن الناس يمرون في ذلك اليوم بمراحل مختلفة متنوعة، ففي بعض المراحل لا يُسألون عن أي شيء مطلقاً، بل يُختم على أفواههم، وتتكلم أعضاؤهم وجوارحهم التي تحتفظ بآثار أعمالهم في نفسها، كشاهد حيّ لا يردّ يروي أعمالهم بدقة متناهية. وفي المرحلة الأخرى يُرفع الختم عن أفواههم فيتحدثون ويُسألون فيعترفون عند ذلك ـ بعد مشاهدة الحقائق التي انكشفت في ضوء شهادة الجوارح ـ بأعمالهم، تماماً كالمجرم الذي لا يرى بُدّاً من الاعتراف بجرمه عند مشاهدة الأدلة العينية. وقد احتمل بعض المفسّرين أيضاً في تفسير هذه الآيات، أنّ الآيات النافية للسؤال إِشارة إِلى نفي المساءلة الشفاهية، والآيات المثبتة إِشارة إِلى السؤال من الجوارح وهي تجيب بلسان الحال ـ مثل حمرة وجه الإِنسان خجلا من انكشاف جرمه ـ بالحقائق. وفي هذه الصورة يرتفع التنافي بين هاتين الطائفتين من الآيات. في الآية اللاحقة ـ تكميلا لمبحث المعاد ـ يشير تعالى إِلى قضية "وزن الأعمال" الذي جاء ذكره في السور القرآنية الأُخرى مثل ما جاء في سورة "المؤمنون" في الآية (102 و103) وسورة القارعة الآية (6 و8). فيقول أوّلا: إِنّ وزن الأعمال يوم القيامة أمر واقع لا ريب فيه: (والوزن يومئذ الحق)(1). ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ بناء على هذا يكون الوزن هنا بمعناه المصدري وهو مبتدأ و"الحق" خبره، وإن أُعطيت إحتمالات في تركيب الجملة الحاضرة ولكن ما قلناه أقرب من الجميع.