وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[46] يفعلون)(1). فهذا القول سواء صدر من اللّه، أو من الملائكة، أو من المؤمنين، فهو في كلّ الحالات يمثل طعناً واستهزاءاً بأفكار وادعاءات اُولئك المغرورون، الذين كانوا يتصورون أنّ اللّه سيثيبهم على أعمالهم القبيحة، ويأتيهم النداء ردّاً على خطل تفكيرهم: (هل ثوّب الكفار ما كانوا يفعلون). واعتبر كثير من المفسّرين أنّ الآية (جملة مستقلة)، في حين اعتبرها آخرون تابعة للآية التي قبلها، أيّ: إنّ المؤمنين سيجلسون على الأرائك ينظرون هل أن الكفار نالوا جزاءهم العادل؟ فإنّ كانوا يرجون ثواباً فليأخذوه من الشيطان!... ولكن هل بإمكان هذا اللعين المطرود من رحمة اللّه أن يثيبهم على ما عملوا له؟! "ثوّب": من (الثوب) على وزن (جوف)، وهو رجوع الشيء إلى حالته الاُولى التي كان عليها، و"الثواب": ما يرجع إلى الإنسان جزاء أعماله، ويستعمل للخير والشرّ أيضاً، ولكن استعماله للخير هو الغالب(2). وعليه، فالآية تشير إلى الطعن بالكفار كنتيجة طبيعية لإستهزاءهم بالمؤمنين وبآيات اللّه في الحياة الدنيا، وما عليهم إلاّ أن يتقبلوا جزاء ما كسبت أيديهم. * * * بحث الإستهزاء.. سلاح بائس: من الحراب التي طالما شُهرت في وجوه الأنبياء(عليهم السلام) عبر التاريخ.. حربة الإستهزاء والسخرية، وعكست لنا الآيات القرآنية مراراً تلك الصور التي تحكي ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ الإستفهام في الآية.. استفهام تقريري. 2 ـ مفردات الراغب: مادة (ثوب).