وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[37] وفي (مفردات الراغب): "المنافسة": مجاهدة النفس للتشبّه بالأفاضل واللحوق بهم من غير إدخال ضرر على غيره. وجاء مضمون الآية في الآية (21) من سورة الحديد: (سابقوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها كعرض السماء والأرض)، وما جاء في الآية (133) من سورة آل عمران: (وسارعوا إلى مغفرة من ربّكم وجنّة عرضها السماوات والأرض). وعلى آية حال، فدقّة تعبير الآية وشفافيته، من أجمل تعابير التشجيع للوصول إلى النعيم الخالد، من خلال ترسيخ الإيمان في قلوب وتجسيد الأعمال الصالحة على سوح الواقع، والآية قطعة بلاغية رائعة(1)(2) ونصل لآخر وصف شراب الأبرار في الجنّة: (ومزاجه من تسنيم) أي أنّه ممزوج بالتسنيم، (عيناً يشرب بها المقرّبون)(3). ومن خلال الآيتين أعلاه، يتّضح لنا بأنّ "التسنيم" هو أشرف شراب في الجنّة، و"المقرّبون" يشربون منه بشكل خالص، فيما يشربه "الأبرار" ممزوجاً بالرحيق المختوم. أمّا وجه تسمية ذلك الشراب أو العين بـ "تسنيم"، (علماً بأنّ التسنيم في اللغة هو عين ماء يجري من علو إلى أسفل)، فقد قال البعض فيه: إنّه شراب خاص موجود في الطبقات العليا من الجنّة.. وقال آخرون: إنّه نهر يجري في الهواء فينصب في أواني أهل الجنّة. والحقيقة، فللجنّة ألوان من الأشربة، منها ما يجري على صورة أنهار، كما ــــــــــــــــــــــــــــ 1 ـ يتّضح من تفسير الآية، أنّ اسم الإشارة "ذلك" يعود على جميع نعم الجنّة، وشرابها بالذات لما وصف فيه في الآية. 2 ـ "الواو" و"الفاء" في (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، كلاهما حرف عطف، وإذا ما سئل عن علة وجودهما معاً، فالجواب هو: يوجد شرط محذوف، والتقدير: "وإن اُريد تنافس في شيء فليتنافس في ذلك المتنافسون"، فحذفت أداة الشرط والجملة الشرطية وقدمت "في ذلك". 3 ـ قيل في سبب نصب "عيناً" عدّة وجوه.. منها: لأنّها حال التسنيم، تمييز، مدح واختصاص.. والتقدير: (أعني). و"الباء" في "بها": زائدة، أو بمعنى (من) وهو الأنسب.