وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 46 ] وأساساً فإنّ الكتب الإلهية تعود بالنفع على العباد أنفسهم، فهي بمثابة دروس لهم، لتربية أنفسهم، فالباري تعالى غنيٌّ بذاته ولا يحتاج إلى أحد، لا لطاعة العباد ولا عصيانهم ولا يضرونه بالعصيان شيئاً. "الآية الثالثة" تحمل مضمون الآية السابقة حيث تستعرض لنا قصة "لقمان الحكيم": (وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِىٌّ حَمِيدٌ). الحكمة التي أتاها الله تعالى للقمان تشمل معرفة أسرار الكون والعلم بطرق الهداية والصلاح، والطريقة المثلى للحياة الفردية والاجتماعية، التي جاءت بصورة نصائح لقمان لابنه في سورة لقمان، وهي موهبة إلهية ونعمة روحية أكّد الله تعالى على أهميّتها، كما ذكر في الآية التي قبلها على أحدى النعم المعنوية، حتى لا يغرق الناس في منزلقات النعم المادية ويتصورون أنّ النعم والمواهب الإلهية تنحصر في الماديّات فقط. ويجدر هنا الإشارة إلى نقطتين: "الأولى" إنّ الشكر أتى بصورة الفعل المضارع، والكفران بصيغة الماضي، وهي إشارة إلى أنّ مسير التكامل والرقيّ والقرب إلى الله تعالى يحتاج إلى المداومة على الشكر في حين أنّ لحظة من كفران بإمكانها أن تفضي إلى نتائج وخيمة وعواقب مؤلمة. و"الثاني" إنّ الآية ركّزت على صفتي (الغني الحميد)، بينما كان التركيز في آية النبي سليمان(عليه السلام) على صفتي (الغني والكريم) وهذا الفرق يمكن أن يكون إشارة إلى أنّ الله تعالى غنيٌّ عن شكر المخلوقين، فالملائكة تسبح بحمده وتقدسه على الدوام، وإن كان غنيّاً عنهم أيضاً، ولكن العباد بشكرهم يستوجبون المزيد من النعم عليهم. "الآية الرابعة" انطلقت للحديث عن الأشخاص الذين يعيشون ضيق الاُفق وعدم الإيمان والتقوى، فهم يعيشون الكفران للنعمة بكل وجودهم: (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الاِْنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ