وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 41 ] الاُمور وهي بعينها فضيلة الصبر والاستقامة والتي تحدثنا عنها سابقاً، وإذا ما اختار الإنسان طريق الباطل وسبيل الانحراف مع عدم المرونة للتغيير بحيث إنّه يعتبر الجميع على خطأ وهو وحده الصحيح، ولا يتحرّك في سبيل تصحيح الخطأ وجبران الزيغ، فيكون قد اختار طريق الّلجاج، وهو من أسوأ الأخلاق. طريقة العلاج: بصورة عامّة وكما هو معلوم فإنّ طريق العلاج للإمراض الأخلاقية يتمثل في أمرين: "الأول": الطريق العلمي وذلك من خلال تحليل عواقب تلك الرذيلة الأخلاقية، ومن هذا الطرق يمكن للشخص أن يعرف آثارها السلبية، ويعلم أنّها ستبعده من الله تعالى والناس وتقف عقبة في طريق تكامله وتمنعه من إدراك الحقائق وتعزله عن الناس، وتضع الحجب على القلب، وحينئذ يتحرّك هذا الإنسان من موقع الابتعاد عن هذه الرذيلة ويقلع جذورها من نفسه. اللجاج والمماراة لا ينسجم مع الإيمان كما قال الإمام الصادق(عليه السلام): "سِتَّةٌ لا تَكُونُ فِي المُؤمُنِ قِيلَ وَمـا هِي؟ قَالَ العُسرُ وَالنَّكدُ وَاللّجـاجَةُ وَالكِذبُ وَالحَسَدُ وَالبَغي"(1). و"الطريق الآخر" لمحاربة تلك الرذيلة هو الحلّ العملي والتصدي لها في ميدان الممارسة والعمل، فعندما يرى نفسه قد توفّرت على عناصر ومقدمات ظهور الرذيلة في دائرة الحوار والنقاش، فعليه أن يُسلّم فوراً للحق ويشكر المتحدث، وإذا ما عاند وشاكس فليعتذر، ولا يعيد الكلام من لجاجة أبداً، وإذا ما تكلم سهواً فليسكت ويستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وبتكرار هذا البرنامج العملي ستنكسر حدة اللجاج في نفسه وتندثر. ثم عليه أن يبتعد عن الأفراد اللّجوجين، ولا يترك الجدال والبحث أو المِراء، وليقرأ عن العظماء كيف كانوا يقبلون الحق ولو من الصغير أو العبيد أو تلامذتهم، ويجلّوهم ويحترمونهم لأنّهم قالوا الحق. 1. بحار الانوار، ج64، ص301، ح29.