وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 13 ] ولكن وكما صرّح القرآن الكريم في هذه الآيات فإنّ الله تعالى خسف بقارون الأرض ودفنت كل أمواله وقصوره والزينة التي كانت عليه وكأن شيئاً لم يكن، لا قارون ولا امواله ولا زينته المبهرة للعقول!! وعندها انتبه الذين تمنوا مقام قارون، انتبهوا من غفلتهم ورجعوا عن قولهم واستعاذوا بالله تعالى من أقوالهم. نعم فإنّ حبّ الجاه والغفلة والغرور، تغوي الإنسان وتورثه الغفلة عن أبسط الاُمور البديهية للحياة، وبما أنّ الإنسان خلق ضعيفاً، فانّ أوهى عنوان أو أمتياز يعرض عليه يغير حياته ويقلبها رأساً على عقب ويفضي به إلى الهلكة لأنّه سرعان ما يدعي القدرة والاستقلال، بل يتعداها إلى مقام الاُلوهية. وفي "الآية الخامسة" من الآيات تتحدث عن فرعون، وتصوّر لنا حبّ الجاه وأعماله الجنونية حيث خاطب موسى(عليه السلام) قائلا: (قـالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلهاً غَيْري لاََجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ)بلا شك، أنّ فرعون بادعائه للربوبية لم يكن من السذاجة بدرجة لا يدرك فيها دعوة موسى(عليه السلام) المنطلقة من التعريف بالله ربّ العالمين، فهو الحاكم على أرض مصر الوسيعة. وبديهي أن الأنانية والتكبر وحبّه للجاه، لم تكن لتسمح له بقبول الحق والمنطق السليم الصادر من الله تعالى على لسان نبيه موسى(عليه السلام). وهذا هو طريق الطغاة وأفعالهم فدائماً ما يقابلون الحق بالقوّة، والدليل والبرهان بالسجن! ولكن عقوبة السجن في مثل هذه المواد لم تكن أداة رادعة في دائرة التصدي لخط الرسالة والنبوة بقيادة موسى(عليه السلام) الذي ضعضع أركان حكومة فرعون، ولهذا ذكر بعض المفسرين أنّ سجن فرعون لم يكن بالسجن الذي يخرج منه الإنسان حيّاً، فالمسجون فيه يلاقي شتى أنواع العذاب حتى يموت فيه.