وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 10 ] اغرق فرعون وجنوده في اليم، فوضع ذلك التراب داخل العجل الذهبي، والصوت الذي كان يصدر منه من بركة ذلك التراب. وبعدها دعى السامري الناس لعبادة ذلك العجل ولم يمرّ وقت طويل حتى استجاب له بعضهم وعبدوا العجل وسجدوا له. وقال الله تعالى في القرآن الكريم: (قـالَ فَاِنّـا قَدْ فَتَنّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السّـامِرِيُّ). فرجع موسى غضبان أسفاً إلى قومه وعاتب أخاه هارون عتاباً شديداً، وتبرأ القوم من فعلهم واتهموا السامري فقال سبحانه وتعالى: (فَاَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلا جَسَداً لَهُ خُوَارٌ فَقـالُوا هذا إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسَى فَنَسِىَ...). وتوجه بعدها موسى(عليه السلام) إلى السامري: (قالَ فَمـا خَطْبُكَ يـا سـامِرِيُّ ـ قـالَ بَصُرْتُ بِمـا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهـا وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي). كان هدف السامري من تلك الفتنة المضلّة هو الوصول إلى الجاه والمنصب والمقام، فعاقبه الباري تعالى بالطرد من المجتمع والإنزواء (قـالَ فَاذْهَبْ فَاِنَّ لَكَ فِي الْحَيوةِ أَنْ تَقُوْلَ لا مِساسَ). فكان في الشريعة الموسوية وقوانينها الجنائية، أنّ الإنسان، إذا ما أذنب ذنباً كبيراً، ينظر إليه وكأنّه رجس خبيث نجس فلا يحق أن يمسّه أحد ولا يمس هو أحداً. ويقال: إن السامري ابتلي بمرض نفسي ووسواس شديد بحيث كان يخاف من جميع الناس وإذا ما تقرب إليه أحد يصيح ويقول "لا مساس"، نعم فهذا هو جزاء من يحب الجاه ويتلاعب بالدين لأجل أغراضه الدنيوية. وتتطرق الآيات القرآنية في "الآية الثانية" إلى نوع آخر من حبّ الجاه والمقام لبني اسرائيل، فقد طلبوا أمراً عجيباً من موسى(عليه السلام)، فقالوا: "ارنا الله جهرةً" وإلاّ لن نؤمن لك أبداً، فأخذتهم الصاعقة، ولولا لطف الباري تعالى لماتوا إلى الأبد، وفيها قال تعالى في قرآنه الكريم: