وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 5 ] إلى الأخذ به، والتمسك بالكتاب والعترة، وإن اختلف سلفهم في أمر الخلافة والامامة الذي مضى عصره، وانقضى دوره. ولا جل هذا يعد الرجوع إلى مذهب العترة الطاهرة سببا للوفاق والوئام، ووسيلة لتأليف الأمة في مسرح الحياة. الشيعة وتدوين الحديث كانت الشيعة ممن أخذ بهذا الحديث واعتنى بالعترة كاعتنائه بالقرآن الكريم ومن هنا كان حرصهم على تسجيل كل ما صدر عن العترة كحرصهم على تسجيل كل ما صدر عن النبي صلى الله عليه وآله، واعتبارهما مفسرين للكتاب العزيز، ومبينين لأحكامه وتعاليمه. ولما كانت أهمية هذا الموقف لا تتضح إلا بعد الوقوف على سير تدوين الحديث في التاريخ الاسلامي، كان لا بد من القاء الضوء على هذه المسألة. لا ريب أن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله بحكم القرآن الكريم، لا ينطق عن الهوى، فحديثه حجة كقرآنه الذي أتى به من عند الله، من غير فرق بينهما إلا أن القرآن معجزة خالدة، وحديثه حجة كذلك كما أن أحاديث عترته بنص النبي أيضا حجج خالدة، غير أن بعض الحوادث عاقت المسلمين أن يكتبوا حديث النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وذلك لأمر صادر عن أحد الخلفاء بعد النبي بأن " من كتب حديثا فليحرقه " (1)! وربما برر بعضهم هذا النهي بما نسبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من قوله: " لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه " (2) ولا يتردد المحقق الباحث في أن هذا الأمر قد صدر لأغراض سياسية وأن ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وآله إنما هو من الأوهام الباطلة التي لا تصح نسبتها إليه ص. ________________________________________ (1) كنز العمال ج 5 ص 239. (2) رواه الدارمي في مقدمة سننه. ________________________________________