وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[ 23 ] ما كان يومك يا أبا إسحاق * إلا وداعي للمنى وفراقي (1) وهذا إن دل على شئ، فإنه يدل على رحابة صدر المرتضى وسعة أفقه وشريف نظرته الانسانية التي تعبر عن قلبه الشفيق الرحيم العطوف على هذه النفوس البشرية المعذبة بويلات العصبية الرعناء والطائفية البغيضة، والعنعنات الباطلة، المنبعثة من الجهل المطبق، وضيق الأفق المحدود، فالمرتضى كان له أسوة حسنة في جده الرسول الأعظم وأهل بيته الكرام وأصحابه الأجلة، المرددين قول رب الخلق أجمعين: " يا أيها الناس، إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم ". أما شغف المرتضى بجمع الكتب وولعه باقتنائها فيكفينا أن نذكر أن خزانته ضمت ثمانين ألف مجلد من مصنفاته ومحفوظاته ومقروءاته، على ما حصره وأحصاه صديقه أبو القاسم التنوخي (2). وقد قومت هذه الكتب بثلاثين ألف دينار على ما ذكره الثعالبي في كتابه يتيمة الدهر، هذا بعد أن أهدى الشريف من هذه الكتب إلى الرؤساء والوزراء شطرا، وسيأتيك ذكر مؤلفاته الخاصة في فهرست كتبه. دراسته وشيوخه: تتلمذ المرتضى على كثير من علماء عصره في مختلف العلوم والفنون، فإنه درس ________________________________________ (1) هذه المرثية مثبتة في هذا الديوان، وهي تكذب ما نسبه إليه بعض الرواة دون مبالاة من أنه لما نقل إليه رثاء أخيه الشريف الرضي للصابي بالقصيدة المشهورة التي مطلعها: أرأيت من حملوا على الأعواد؟ * أرأيت يوم خبا ضياء النادي؟ قال الشريف المرتضى (على ما زعم) نعم ما حملوا إلا كلبا. (2) راجع روضات الجنات ص 383 والتنوخي: هو أبو القاسم علي بن المحسن القاضي صاحب المرتضى وتلميذه، ولد بالبصرة سنة 365 ه‍ وولي القضاء بالمدائن، وكان متحفظا في الشهادة محتاطا صدوقا في الحديث توفي " سنة 447 " ودفن في داره بدرب التل، وقد كتب عنه الخطيب البغدادي وصلى على جنازته. ________________________________________