كان يؤدي إلى ذلك لما شرعه رسول الله وأبلغ من ذلك لما أمره الله عزوجل بالخروج إلى قبور الشهداء الذين أكرمهم بالشهادة حين نزل عليه جبريل عليه السلام وأمره بأمر الله تعالى بالخروج إلى بقيع الغرقد بل كان نهاه أن لو أراد الخروج وأيضا فانه E قال زوروا القبور كما رواه مسلم وغيره بزيادة إلى غير ذلك مما علمهم كيفية الزيارة كما جاء في الأحاديث في زيارتها قولا وفعلا .
وتواتر ذلك وأجمع عليه المسلمون حتى إن منهم من أوجب زيارتها الظاهر قوله E زوروا القبور فلو كانت الزيارة من الأمور التي تؤدي إلى الشرك كإتخاذها مساجد وعيدا والتصوير ونحو ذلك لم يشرعه الله عزوجل لنبيه ولا شرعها بقوله وبفعله وقد أطلعه الله عزوجل على ما أراد من غيبه وبعثه بدينه القويم وهو الصراط المستقيم ولا فعلها الصحابة Bهم الذين هم من أصفياء الله تعالى بل كانوا أحرص الناس على ذلك خوفا من إعادة ما جاء رسول الله بأماتته ودفنه واندراس أثره والله أعلم .
وأنت أيها العاقل الفطن إذا تصورت ما نقلته لك وتعقلته بذهنك الصحيح علمت وتحققت أنه ليس لأحد أن يحرم إلا ما حرم الله تعالى وروسله وأنه لا يحل له التهجم على موارد الشرع ومصادره بخيالاته الفاسدة وأنه بذهنه الجامد أدرك ما لم يدركه الصحابة Bهم ولو فتحنا هذا الباب وتتبعنا هذه الخيالات الفاسدة لهدمنا أمورا كثيرة من الدين ولا انحلت عراه عروة عروة وتبدلت بعد الجهالة ولمات الدين وذلك من الخسران المبين شعر .
فالقول ما قال النبي وصحبه ... فإذا اقتديت بهم فنعم المقتدي .
وأعلم أن من جملة ما احتج به على منع زيارة قبره حديث اللهم لا تجعل قبري وثنا وعيدا .
إشتد غضب الله على قوم إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وهذا من أظهر الأمور على عمى قلبه وطمس بصيرته كيف يتخيل متخيل فضلا عن أن يعتقد معتقد أن قبره المكرم المعظم يصير وثنا كلا والذي رفع ذكره وأعلى قدره وعظمه وملأ كتابه بذلك لا يمكن تصور ذلك وكيف يتصور وهو لا ترد له دعوة ولو في حق غيره فكيف بما هو في حقه وهذا من المعلوم الشائع الذائع عند المتسع الباع ولو عددت لك نقطة من ذلك مع