(360 ) وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: المؤمن يتعرض كل خير، لو قرض بالمقاريض كان خيراً له، وإن ملك ما بين المشرق والمغرب كان خيراً له. وروي: من اعطي الدين فقد أعطي الدنيا. وروي: أن الله تبارك وتعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا من يحبه (1). وفي خبر آخر: لا يعطي الله الدين إلا أهل خاصته وصفوته من خلقه (2). وروي: إذا طلبت شيئاً من الدنيا فزوي عنك، فاذكر ما خصك الله به من دينه، أو صرفه عنك بغيرك، فإن ذلك أحرى أن تسخو (3) نفسك عما فاتك من الدنيا. وروي أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (عليه السلام): فلانة بنت فلانة معك في الجنة في درجتك، فصار إليها فسألها عن عملها فخبرته، فوجده مثل أعمال سائر الناس ، فسألها عن نيتها، فقالت: ما كنت في حالة فنقلني الله منها إلى غيرها، إلا كنت بالحالة التي نقلني إليها أسر مني بالحالة التي كنت فيها، فقال: حسن ظنك بالله جل وعز. وأروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: والله ما أعطي مؤمن قط خير الدنيا و الأخرة، إلا بحسن ظنه بالله ورجائه منه، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين. وإيم الله لا يعذب الله مؤمناً بعد التوبة والإستغفار، إلا بسوء الظن بالله، وتقصيره من رجائه لله ، وسوء خلقه، ومن اغتيابه المؤمنين. والله لا يحسن عبد مؤمن ظناً بالله، إلا كان الله عند ظنه به، لأن الله ـ عز وجل ـ كريم يستحيي أن يخلف ظن عبده ورجاءه، فاحسنوا الظن بالله وارغبوا إليه، وقد قال الله عز وجل: ( الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء ) (4): (5). وروي أن داود (عليه السلام) قال: يا رب، ما آمن بك من عرفك فلم يحسن ____________ (1) الكافي 2: 170|2، المحاسن: 216|107 من " وروي ان الله تبارك وتعالى... ". (2) الكافي 2: 170|1، المحاسن: 217|111 باختلاف في الفاظه. (3) في نسخة " ش ": " يستحق " ولم ترد العبارة في نسخة " ض " وما اثبتناه من البحار 71: 145. (4) الفتح 48: 6. (5) ورد باختلاف يسير في عدة الداعي: 135، والكافي 2: 58|2، ومشكاة الأنوار : 35. من " والله ما اعطي مؤمن... ".