( 57 ) بالجنين في أي شهر من شهور الحمل، وإنما يستفاد من الآية المذكورة أنه بعد كسوة العظام لحماً. وان قدّر الطب بشكل دقيق محسوس على تعيين زمن كسوتها لحماً لم يقدر على زمان تعلق الروح بالجنين، إذ لا دليل على أنّه بعدها بلا فصل، بل ظاهر قوله: (ثم انشاناه)، الفصل بينهما، فلا يبقى أمامنا للحصول على جواب السؤال المذكور سوى الاحاديث فنقول: 1 ـ الصحيح المرويّ في التهذيب عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ...: فإذا انشيء فيه خلق آخر وهو الروح فهو حينئذٍ نفس، ألف دينار كاملة ان كان ذكراً وان كان اُنثى فخمسمائة دينار(1). 2 ـ صحيح محمّد بن مسلم المرويّ في الكافي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) ... قلت: فما صفة النطفة التي تعرف بها؟ فقال: النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرحم إذا صارت أربعين يوماً، ثمّ تصير الى علقة، قلت: فما صفة خلقة العلقة التي تعرف بها؟ فقال: هي علقة كعلقة الدم المحجمة الجامدة تمكث في الرحم بعد تحويلها عن النطفة أربعين يوماً. ثم تصير مضغة، قلت: فما صفة المضغة وخلقتها التي تعرف بها؟ قال: هي مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة، ثم تصير الى عظم، قلت: فما صفة خلقته إذا كان عظماً؟ فقال: إذا كان عظماً شق له السمع والبصر ورتبت جوارحه، فاذا كان كذلك فان فيه الدية كاملة(2) ورواه الشيخ في تهذيبه بتفاوت(3). أقول: لم يذكر في هذا الصحيح توقيت المضغة بأربعين يوماً، ولا ____________ (1) ص 285 ج 10 نسخة الكومپيوتر . (2) ص 345 ج 7 الكافي . (3) ص 475 ج 26 جامع الاحاديث .