وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 42 ) الدقّة في فحصها وتجسّسها لم تجد خاصة من الخواص البدنية إلاّ وجدت علّتها المادية، ولم تجد أثراً روحياً لا يقبل الانطباق على قوانين المادة حتّى تحكم بسببها بوجود روح مجرّدة. قالوا: وسلسلة الاَعصاب تؤدّي الاِدراكات الى العضو المركزي وهو الجزء الدماغي على التوالي وفي نهاية السرعة، ففيه مجموعة متحدة ذات وضع واحد لا يتميز أجزائها ولا يدرك بطلان بعضها وقيام الآخر مقامه، وهذا الواحد المتحصّل هو نفسنا التي نشاهدها ونحكي عنها بـ: أنا. فالذي نرى أنه غير جميع أعضائنا صحيح إلاّ أنّه لا يثبت أنّه غير البدن وغير خواصّه، بل هو مجموعة متّحدة من جهة التوالي والتوارد لا نغفل عنه، فإن لازم الغفلة عنه على ما تبين بطلان الاَعصاب ووقوفها عن أفعالها وهو الموت، والذي نرى أنّه ثابت صحيح لكنه لا من جهة ثباته وعدم تغيره في نفسه بل الاَمر مشتبه على المشاهدة من جهة توالي الواردات الاِدراكية وسرعة ورودها، كالحوض الذي يرد عليه الماء من جانب ويخرج من جانب بما يساويه وهو مملوء دائماً، فما فيه من الماء يجده الحس واحداً ثابتاً وهو بحسب الواقع لا واحدٌ ولا ثابت، وكذا يجد عكس الاِنسان أو الشجر أو غيرهما فيه واحداً ثابتاً وليس واحداً ثابتاً بل هو كثيرٌ متغير تدريجاً بالجريان التدريجي الذي لاَجزاء الماء فيه، وعلى هذا النحو وجود الثبات والوحدة والشخصية التي نرى في النفس. قالوا: فالنفس التي يقام البرهان على تجرّدها من طريق المشاهدة الباطنية هي في الحقيقة مجموعة من خواص طبيعية، وهي الاِدراكات العصبية التي هي نتائج حاصلة من التأثير والتأثر المتقابلين بين جزء المادة الخارجية وجزء المركّب العصبي، ووحدتها وحدة إجتماعية لا وحدة واقعية حقيقية.