وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 38 ) 6 ـ7 ـ الخوف والرجاء، فإنّ الانسان إذا ظنّ أنّ أمراً يحدث في المستقبل يضره فيعرض له الخوف أو ينفعه فيعرض له الرجاء، وأمّا سائر الحيوانات فإنّهما يحصلان لها بالفعل لا لاَجل الظن بحدوث موجبيهما في المستقبل، كنقل النمل البر بالسرعة إلى حجرها منذرة بالمطر، فإنها أما ان يتخيل أن هناك مؤذ يكون، أو مطر ينزل... وبالجملة: إنّ الاَفعال الحكمية والعقلية إنّما تصدر من الانسان من جهة نفسه الشخصية، ومن سائر الحيوانات من جهة عقلها النوعية تدبيراً كليّاً. 8 ـ ما يتّصل بما ذكر من أنّ الانسان له أنْ يروي في أُمور مستقبلة هل ينبغي أنْ يفعلها أو لا ينبغي؟ فحينئذٍ يفعل وقتاً ما حكمت به رؤيته وتدبيره أنْ يفعله، ولا يفعل هذا وقتاً آخر بحسب ما يقتضي رؤيته إلاّ يفعله، ما كان يصح ان يفعله في الوقت الاَوّل، وكذا العكس، وأمّا الحيوانات الاُخرى فليس لها ذلك وإنّما لها من الاعدادات ما يكون على ضرب واحد مطبوع فيها وافقت عاقبتها أو خالفت. 9 ـ تذكر أُمور غابت عن ذهن الانسان، والحيوانات الاُخرى لا تقدر على مثله. 10 ـ أخصّ خواصّ الانسان تصور المعاني الكلية المجرّدة عن المادة والاهتداء الى التصديقات والتصورات المجهولة، وأخصّ من هذا اتصال النفوس الانسانية بالعالم الالهي بحيث تفنى عن ذاتها وتبقى ببقائه، وحينئذٍ يكون الحق سمعه وبصره ورجله ويده، وهناك التخلق باخلاق الله تعالى(1). ____________ (1) لا حظ ص 78 الى ص 82 ج9 من اسفار الشيرازي.