وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

( 33 ) أقول: صحّ ما ذكره أولا فهو لا يدلّ على مدّعاه، لاَنّ الحس والحركة الاِرادية تجامعان الحياة الحيوانية وتنفيان الحياة النباتية فقط، ولا تتطلبان الحياة الانسانية بخصوصها حتّى يقال: إنّ مخه يدرك الكليات أو يحاول أنْ يثبت ملزوم إدراك الكليات وهو تعلق الروح الانسانية بالجنين، فهذا القائل لم يقدر على إثبات مدّعاه هذا إذا فرضنا وجود نفس حيوانية في الانسان، منحازة عن الروح الانسانية وكانت هي المصدر للحس والحركة الاِرادية، وأمّا إذا لم يكن الاَمر كذلك وان الحس والحركة الاِرادية وان كانا في الحيوانات مستندين الى النفس الحيوانية لكنهما في الانسان مستندان إلى النفس الناطقة الانسانية فقط، ولا روح حيوانية مستقلة في الانسان، فصحة هذا القول يثبت مدعى قائله لا محالة، فلا بدّ من بلوغ ما ادّعاه إلى درجة القطع، فإنّه بالفعل مشكوك. والمظنون أنّ ما تقدّم من إيراد بعض الاَطباء على القول الاَوّل ناظر الى ادّعاء هذا القائل، حيث وصفه بأنّه من باب الفلكلور أو من باب التحمس لوجهة نظر معينة ومحاولة تأييدها علمياً بغير سند علمي. (القول الرابع): أنّ بدء الحياة الانسانية ليس لحظة الالتحام بل وقت العلوق، إذ ليست كلّ بويضة (بييضة) ملقّحة هي لا بدّ أنْ تنغرس في الرحم، يمكن أن يتسبّب اللولب لتصريفها، لانّه لا تبدأ الحياة فعلاً إلاّ حين تصبح ملتصقة بالاُم وبالرحم، أي: إذا انغرست في الرحم، وهو ما عبّر عنه بعض الاَطباء بالاندغام، مأخوذاً من كلمة العلوق(1). ____________ = اكتمال تكوين المخ في الاسبوع الثاني عشر محتاج الى آراء حسية للاطباء فلا بد من الفحص والرجوع. (1) ص 324 نفس المصدر.