وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 179 @ يريد العلوّ علينا ، وأن يقتادنا ويتملك طاعتنا . وقرأ قتادة وأبو قلابة : بل هو الكذاب الأشر ، بلام التعريف فيهما وبفتح الشين وشد الراء ، وكذا الأشر الحرف الثاني . وقرأ الحرف الثاني مجاهد ، فيما ذكر صاحب اللوامح وأبو قيس الأودي الأشر بثلاث ضمات وتخفيف الراء . ويقال : أشر وأشر ، كحذر وحذر ، فضمة الشين لغة وضم الهمزة تبع لضمة الشين . وحكى الكسائي عن مجاهد : ضم الشين . وقرأ أبو حيوة : هذا الحرف الآخر الأشر أفعل تفضيل ، وإتمام خير ، وشر في أفعل التفضيل قليل . وحكى ابن الأنباري أن العرب تقول : هو أخير وهو أشر . قال الراجز . .
بلال خير الناس وابن الأخير .
وقال أبو حاتم : لا تكاد العرب تتكلم بالأخير والأشر إلا في ضرورة الشعر ، وأنشد قول رؤبة بلال البيت . وقرأ علي والجمهور : سيعلمون بياء الغيبة ، وهو من إعلام الله تعالى لصالح عليه السلام ؛ وابن عامر وحمزة وطلحة وابن وثاب والأعمش : بتاء الخطاب : أي قل لهم يا صالح وعداً يراد به الزمان المستقبل ، لا اليوم الذي يلي يوم خطابهم ، فاحتمل أن يكون يوم العذاب الحال بهم في الدنيا ، وأن يكون يوم القيامة ، وقال الطرماح : % ( ألا عللاني قبل نوح النوائح % .
وقبل اضطراب النفس بين الجوانح .
) % .
% ( وقبل غد يا لهف نفسي في غد % .
إذا راح أصحابي ولست برائح .
) % .
.
أراد وقت الموت ، ولم يرد غداً بعينه . وفي قوله : { سَيَعْلَمُونَ غَداً } تهديد ووعيد ببيان انكشاف الأمر ، والمعنى : أنهم هم الكذابون الأشرون . وأورد ذلك مورد الإبهام والاحتمال ، وإن كانوا هم المعنيين بقوله تعالى ، حكاية عن قول نوح عليه الصلاة والسلام : { فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ } ، والمعنى به قومه ، وكذا قول شعيب عليه السلام : { سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ } ؛ وقول الشاعر : % ( فلئن لقيتك خاليين لتعلمن % .
أني وأيك فارس الأحزاب .
) % .
.
وإنما عنى أنه فارس الأحزاب ، لا الذي خاطبه . { إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ } : أي ابتلاء واختباراً ، وآنس بذلك صالحاً . ولما هددهم بقوله : { سَيَعْلَمُونَ غَداً } ، وكانوا قد ادعوا أنه كاذب ، قالوا : ما الدليل على صدقك ؟ قال الله تعالى : { إِنَّا مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ } : أي مخرجوها من الهضبة التي سألوها . { فَارْتَقِبْهُمْ } : أي فانتظرهم وتبصر ما هم فاعلون ، { وَاصْطَبِرْ } على أذاهم ولا تعجل حتى يأتي أمر الله . { وَنَبّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء } : أي ماء البئر الذي لهم ، { قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } : أي بين ثمود وبين الناقة غلب ثمود ، فالضمير في بينهم لهم وللناقة . أي لهم شرب يوم ، وللناقة شرب يوم . وقرأ الجمهور : قسمة بكسر القاف ؛ ومعاذ عن أبي عمرو : بفتحها . { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } أي محضور لهم وللناقة . وتقدمت قصة الناقة مستوفاة ، فأغنى عن إعادتها ، وهنا محذوف ، أي فكانوا على هذه الوتيرة من قسمة الماء ، فملوا ذلك وعزموا على عقر الناقة . { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ } ، وهو قدار بن سالف ، { فَتَعَاطَى } : هو مطاوع عاطى ، وكأن هذه الفعلة تدافعها الناس وعاطاها بعضهم بعضاً ، فتعاطاها قدار وتناول العقر بيده . ولما كانوا راضين ، نسب ذلك إليهم في قوله : { فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ } ، وفي قوله : { فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا } . والصيحة التي أرسلت عليهم . .
يروي أن جبريل عليه السلام صاح في طرف منازلهم ، فتفتتوا وهمدوا