وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 264 @ % ( كأني لم أركب جواداً للذة % .
ولم أتبطن كاعباً ذات خلخال .
) % % ( ولم أسبأ الرق الروي ولم أقل % .
لخيلي كري كرة بعد إجفال .
) % .
وقد ذهب بعض الأدباء إلى أن بيتي امرىء القيس كافطاني للنسب ، وأن ركوب الخيل للصيد وغيره من الملاذ يناسب تبطن الكاعب انتهى . .
وقيل : هذا الجواب على قدر السؤال لما أمر الله آدم بسكنى الجنة قال : إلهي ألي فيها ما آكل ؟ ألي فيها ما ألبس ؟ ألي فيها ما أشرب ؟ ألي فيها ما أستظل به ؟ وقيل : هي مقابلة معنوية ، فالجوع خلو الباطن ، والتعري خلو الظاهر ، والظمأ إحراق الباطن ، والضحو إحراق الظاهر فقابل الخلو بالخول والإحراق بالإحراق . وقيل : جمع امرؤ القيس في بيتيه بين ركوب الخيل للذة والنزهة ، وبين تبطن الكاعب للذة الحاصلة فيهما ، وجمع بين سباء الرق وبين قوله لخيله كري لما فيهما من الشجاعة ولما عيب على أبي الطيب قوله : % ( وقفت وما في الموت شك لواقف % .
كأنك في جفن الردى وهو نائم .
) % % ( تمر بك الأبطال هَزْمَى كليمة % .
ووجهك وضاح وثغرك باسم .
) % .
فقال : إن كنت أخطأت فقد أخطأ امرؤ القيس . وتقدم الكلام في { فَوَسْوَسَ } والخلاف في كيفيتها في الأعراف ، وتعدى وسوس هنا بإلى وفي الأعراف باللام ، فالتعدي بإلى معناه أنهى الوسوسة إليه والتعدّي بلام الجر ، قيل معناه : لأجله ولما وسوس إليه ناداه باسمه ليكون أقبل عليه وأمكن للاستماع ، ثم عرض عليه ما يلقى بقوله { هَلْ أَدُلُّكَ } على سبيل الاستفهام الذي يشعر بالنضح . ويؤثر قبول من يخاطبه كقول موسى { هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى } وهو عرض فيه مناصحة ، وكان آدم قد رغبه الله تعالى في دوام الراحة وانتظام المعيشة بقوله { فَلاَ يُخْرِجَنَّكُمَا } الآية ورغبة إبليس في دوام الراحة بقوله : { هَلْ أَدُلُّكَ } فجاءه إبليس من الجهة التي رغبه الله فيها . وفي الأعراف { مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَاذِهِ الشَّجَرَةِ } . وهنا { هَلْ أَدُلُّكَ } والجمع بينهما أن قوله { هَلْ أَدُلُّكَ } يكون سابقاً على قوله { مَا نَهَاكُمَا } لما رأى إصغاءه وميله إلى ما عرض عليه انتقل إلى الإخبار والحصر . .
ومعنى { عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ } أي الشجرة التي مَن أكل منها خلد وحصل له ملك لا يخلق ، وهذا يدل لقراءة الحسن بن عليّ وابن عباس إلا أن تكونا ملكين بكسر اللام { فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا * سَوْءتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ } تقدم الكلام على نحو هذه الآية في الأعراف { وَعَصَى * ءادَمَ * رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى } قال الزمخشري عن ابن عباس : لا شبهة في أن آدم صلوات الله عليه لم يمتثل ما رسم الله له وتخطى فيه ساحة الطاعة ، وذلك هو العصيان . ولما عصى خرج فعله من أن يكون رشداً وخيراً فكان غياً لا محالة لأن الغيَّ خلاف الرشد . ولكن قوله { وَعَصَىءادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } بهذا الإطلاق وهذا التصريح ، وحيث لم يقل وزل آدم وأخطأ وما أشبه ذلك مما يعبر به عن الزلات والفرطات فيه لطف بالمكلفين ومزجرة بليغة وموعظة كافة ، وكأنه قيل لهم : انظروا واعتبروا كيف نعتب على النبيّ المعصوم حبيب الله الذي لا يجوز عليه اقتراف الصغيرة غير المنفرة زلته بهذه الغلظة وبهذا اللفظ الشنيع ، فلا تتهاونوا بما يفرط منكم من السيئات