وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 114 @ والبطن يريد جميع بدنه لا خصوص المدلول بالوضع . وتقدّم الكلام على قوله { بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِىّ } قراءة وإعراباً في الأنعام . .
{ وَلاَ تَعْدُ } أي لا تصرف { عَيْنَاكَ } النظر عنهم إلى أبناء الدنيا ، وعدا متعد تقول : عدا فلان طوره وجاء القوم عداً زيداً ، فلذلك قدرنا المفعول محذوفاً ليبقى الفعل على أصله من التعدية . وقال الزمخشري : وإنما عدَّي بعن لتضمين عدا معنى نبا وعلا في قولك : نبت عنه عينه ، وعلت عنه عينه إذا اقتحمته ولم تعلق به . فإن قلت : أي غرض في هذا التضمين ؟ وهلا قيل ولا تعدهم عيناك أو { وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ } . قلت : الغرض فيه إعطاء مجموع معنين . وذلك أقوى من إعطاء معنى فذ ، ألا ترى كيف رجع المعنى إلى قولك ولا تقتحمهم عيناك مجاوزين إلى غيرهم ونحو قوله { وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوالَهُمْ إِلَى أَمْوالِكُمْ } أي ولا تضموها إليها آكلين لها انتهى . وما ذكره من التضمين لا ينقاس عند البصريين وإنما يذهب إليه عند الضرورة ، أما إذا أمكن إجراء اللفظ على مدلوله الوضعي فإنه يكون أولى . وقرأ الحسن : { وَلاَ تَعْدُ } من أعدى ، وعنه أيضاً وعن عيسى والأعمش { وَلاَ تَعْدُ } . قال الزمخشري : نقلاباً بالهمزة وبنقل الحشو ومنه قوله . .
فعد عما ترى إذ لا ارتجاع له .
لأن معناه فعد همك عما ترى انتهى . وكذا قال صاحب اللوامح . قال : وهذا مما عديته بالتضعيف كما كان في الأولى بالهمز ، وما ذهبا إليه ليس بجيد بل الهمزة والتكثير في هذه الكلمة ليسا للتعدية وإنما ذلك لموافقة أفعل وفعل للفعل المجرد ، وإنما قلنا ذلك لأنه إذا كان مجرداً متعد وقد أقر بذلك الزمخشري فإنه قال : يقال عداه إذا جاوزه ، ثم قال : وإنما عدّي بعن للتضمين والمستعمل في التضمين هو مجاز ولا يتسعون فيه إذا ضمنوه فيعدونه بالهمزة أو التضعيف ، ولو عدِّي بهما وهو متعد لتعدي إلى اثنين وهو في هذه القراءة ناصب مفعولاً واحداً ، فدل على أنه ليس معدى بهما . .
وقال الزمخشري : { تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا } في موضع الحال انتهى . وقال صاحب الحال : إن قدر { عَيْنَاكَ } فكان يكون التركيب تريدان ، وإن قدر الكاف فمجيء الحال من المجرور بالإضافة مثل هذا فيها إشكال لاختلاف العامل في الحال وذي الحال ، وقد أجاز ذلك بعضهم إذا كان المضاف جزأً أو كالجزء ، وحسن ذلك هنا أن المقصود نهيه عليه الصلاة والسلام عن الإعراض عنهم والميل إلى غيرهم ، وإنما جيء بقوله { عَيْنَاكَ } والمقصود هو لأنهما بهما تكون المراعاة للشخص والتلفت له ، والمعنى { وَلاَ تَعْدُ } أنت { عَنْهُمْ } النظر إلى غيرهم . .
وقال الزمخشري : { مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ } من جعلنا قلبه غافلاً عن الذكر بالخذلان أو وجدناه غافلاً عنه كقولك : أجبنته وأفحمته وأبحلته إذا وجدته كذلك ، أو من أغفل إبله إذا تركها بغير سمة أي لم نسمه بالذكر ، ولم نجعلهم من الذين كتبنا في قلوبهم الإيمان ، وقد أبطل الله توهم المجبرة بقوله { وَاتَّبَعَ هَوَاهُ } انتهى . وهذا على مذهب المعتزلة ، والتأويل الآخر تأويل الرماني وكان معتزلياً قال : لم نسمه بما نسم به قلوب المؤمنين بما يبين به ، فلاحهم كما قال : كتب في قلوبهم الإيمان من قولهم بعير غفل لم يكن عليه سمة ، وكتاب غفل لم يكن عليه إعجام ، وأما أهل السنة فيقولون : إن الله تعالى أغفله حقيقة وهو خالق الضلال فيه والغفلة . وقال المفضل : أخليناه عن الذكر وهو القرآن . وقال ابن جريج : شغلنا قلبه بالكفر وغلبة الشقاء ، والظاهر أن المراد بمن { أَغْفَلْنَا } كفار قريش . وقيل : عيينة والأقرع والأول أولى لأن الآية مكية . .
وقرأ عمر بن فائد وموسى الأسواري وعمرو بن عبيد { أَغْفَلْنَا } بفتح اللام { قَلْبَهُ } بضم الباء أسند الأفعال إلى القلب . قال ابن جنيِّ من ظننا غافلين عنه .