وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 100 @ يقوم بالليل . ومفعول ضربنا محذوف أي حجاباً من أن يسمع كما يقال بني على امرأته يريدون بني عليها القبة . وانتصب { سِنِينَ } على الظرف والعامل فيه { فَضَرَبْنَا } ، و { عَدَدًا } مصدر وصف به أو منتصب بفعل مضمر أي بعد { عَدَدًا } وبمعنى اسم المفعول كالقبض والنفض ، ووصف به { سِنِينَ } أي { سِنِينَ } معدودة . والظاهر في قوله { عَدَدًا } الدلالة على الكثرة لأنه لا يحتاج أن يعد إلاّ ما كثر لا ما قل . .
.
) % .
وقال الزمخشري : ويحتمل أن يريد القلة لأن الكثير قليل عنده كقوله { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مّن نَّهَارٍ } انتهى وهذا تحريف في التشبيه لأن لفظ الآية كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعة من نهار ، فهذا تشبيه لسرعة انقضاء ما عاشوا في الدنيا إذا رأوا العذاب كما قال الشاعر : % ( كأن الفتي لم يعر يوماً إذا اكتسي % .
ولم يك صعلوكاً إذا ما تمولاً .
) % .
{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ } أي أيقظناهم من نومهم ، والبعث التحريك عن سكون إما في الشخص وإما عن الأمر المبعوث فيه ، وإن كان المبعوث فيه متحركاً و { لَنَعْلَمُ } أي لنظهر لهم ما علمناه من أمرهم ، وتقدم الكلام في نظير هذا في قوله { لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ } . وفي التحرير وقرأ الجمهور : { لَنَعْلَمُ } بالنون ، وقرأ الزهري بالياء وفي كتاب ابن خالوية ليعلم { أَيُّ الحِزْبَيْنِ } حكاه الأخفش . وفي الكشاف وقرىء ليعلم وهو معلق عنه لأن ارتفاعه بالإبتداء لا بإسناد يعلم إليه ، وفاعل يعلم مضمون الجملة كما أن مفعول يعلم انتهى . فأما قراءة لنعلم فيظهر أن ذلك التفات خرج من ضمير المتكلم إلى ضمير الغيبة ، فيكون معناها ومعنى { لَنَعْلَمُ } بالنون سواء ، وأما ليعلم فيظهر أن المفعول الأول محذوف لدلالة المعنى عليه ، والتقدير ليعلم الله الناس { أَيُّ الحِزْبَيْنِ } . والجملة من الابتداء والخبر في موضع مفعولي يعلم الثاني والثالث ، وليعلم معلق . وأما ما في الكشاف فلا يجوز ما ذكر على مذهب البصريين لأن الجملة إذ ذاك تكون في موضع المفعول الذي لا يسمى فاعله وهو قائم مقام الفاعل ، فكما أن تلك الجملة وغيرها من الجمل لا تقوم مقام الفاعل فكذلك لا يقوم مقام ما ناب عنه . وللكوفيين مذهبان : .
أحدهما : أنه يجوز الإسناد إلى الجملة اللفظية مطلقاً . .
والثاني : أنه لا يجوز إلاّ إن كان مما يصح تعليقه . .
والظاهر أن الحزبين هما منهم لقوله تعالى { وَكَذالِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مّنْهُمْ } الآية . وكأن الذين قالوا ربكم أعلم بما لبثتم علموا أن لبثهم تطاول ، ويدل على ذلك أنه تعالى بدأ بقصتهم ولا مختصرة من قوله { أَمْ حَسِبْتَ } إلى قوله { أَمَدًا } ثم قصها تعالى مطولة مسهبة من قوله { نَحْنُ نَقُصُّ * إِلَى * قَوْلُهُ * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } . .
وقال ابن عطية : والظاهر من الآية أن الحزب الواحد هم { الْفِتْيَةُ } أي ظنوا لبثهم قليلاً ، والحزب الثاني هم أهل المدينة الذين بعث الفتية على عهدهم حين كان عندهم التاريخ بأمر الفتية ، وهذا قول الجمهور من المفسرين انتهى . وقالت فرقة : هما حزبان كافران اختلفا في مدة أهل الكهف . قال السدّي من اليهود والنصارى الذين علموا قريشاً السؤال عن أهل الكهف ، وعن الخضر وعن الروح وكانوا قد اختلفوا في مدة إقامة أهل الكهف في الكهف . وقال مجاهد : قوم أهل الكهف كان منهم مؤمنون وكافرون واختلفوا في مدة إقامتهم . وقيل : حزبان من المؤمنين في زمن { أَصْحَابَ الْكَهْفِ } اختلفوا في مدة لبثهم قاله الفراء . وقال ابن عباس الملوك الذين تداولوا ملك المدينة حزب وأهل الكهف حزب . وقال ابن بحر : الحزبان الله والخلق كقوله { أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ } وهذه كلها أقوال مضطربة . وقال ابن قتادة : لم يكن للفريقين علم بلبثهم لا لمؤمن ولا لكافر بدليل قوله { اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ } . وقال مقاتل : كما بعثوا زال الشك وعرفت حقيقة اللبث . .
و { أَحْصَى } جوز الحوفي وأبو البقاء أن يكون فعلاً ماضياً ، وما مصدرية و { أَمَدًا } مفعول به ، وأن يكون أفعل تفضيل و { أَمَدًا } تمييز .