وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 228 @ الرَّحْمَةِ } جاعل نفع الخلائق بعضهم ببعض . وقال الزمخشري : { ذُو الرَّحْمَةِ } يترحم عليهم بالتكليف ليعرضهم للمنافع الدائمة . .
{ وَرَبُّكَ الْغَنِىُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء كَمَا أَنشَأَكُمْ } هذا فيه إظهار القدرة التامة والغنى المطلق والخطاب عام للخلق كلهم ، كما قال : { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } أيها الناس ويأت بآخرين فالمعنى إن يشأ إفناء هذا العالم واستخلاف ما يشاء من الخلق غيرهم فعل ، والإذهاب هنا الإهلاك إهلاك الاستئصال لا الإماتة ناساً بعد ناس لأن ذلك واقع فلا يعلق الواقع على أن يشأ . وقيل : الخطاب لأهل مكة . وقال عطاء : يعني الأنصار والتابعين . وقيل : { يُذْهِبْكُمْ } أيها العصاة { وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاء } من النوع الطائع و { كَمَا أَنشَأَكُمْ } في موضع مصدر على غير الصدر لقوله : { وَيَسْتَخْلِفُ } لأن معناه وينشىء والمعنى إن يشأ الإذهاب والاستخلاف يذهبكم ويستخلف فكل من الإذهاب والاستخلاف معذوق بمشيئته و { مِنْ } لابتداء الغاية . وقال ابن عطية : للتبعيض . وقال الطبري : وتبعه مكي هي بمعنى أخذت من ثوبي ديناراً بمعنى عنه وعوضه ؛ انتهى ، يعني إنها بدلية والمعنى من أولاد قوم متقدّمين أصلهم آدم عليه السلام . وقال الزمخشري : من أولاد { قَوْمٍ ءاخَرِينَ } لم يكونوا على مثل صفتكم وهم أهل سفينة نوح ؛ انتهى . ويعني أنكم { مّن ذُرّيَّةِ قَوْمٍ } صالحين فلو شاء أذهبكم أيها العصاة ويستخلف بعدكم طائعين ، كما أنكم عصاة أنشأكم من قوم طائعين وما في قوله : { مَا يَشَاء } قيل بمعنى من والأولى إن كان المقدار استخلافه من غير العاقل فهي واقعة موقعها وإن كان عاقلاً فيكون قد أريد بها النوع . وقرأ زيد بن ثابت { ذُرّيَّةِ } بفتح الذال وكذا في آل عمران وأبان بن عثمان { ذُرّيَّةِ } بفتح الذال وتخفيف الراء المكسورة وعند { ذُرّيَّةِ } على وزن ضربة وتضمنت هذه الآية التحذير من بطش الله في التعجيل بذلك . .
{ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لأَتٍ } ظاهر ما العموم في كل ما يوعد به . وقال الحسن : من مجيء الساعة لأنهم كانوا يكذبون بها . وقيل : من الوعد والوعيد . وقيل : من النصر للرسول لكائن . وقيل : من العذاب { * الآتي } يوم القيامة . وقيل : من الوعد يوم القيامة لقرينة { لأَتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } والإشارة إلى هذا الوعيد المتقدّم خصوصاً وإما أن يكون للعموم مطلقاً فذلك يتضمن إنفاذ الوعيد والعقائد تردد ذلك ؛ انتهى . وقال أبو عبد الله الرازي : الوعد مخصوص بالإخبار عن الثواب فهو آت لا محالة ، فتخصيص الوعد بهذا الجزم يدل على أن جانب الوعيد ليس كذلك ويقوي هذا الوجه أنه قال : { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي لا تخرجون عن قدرتنا وحكمتنا فلما ذكر الوعد جزم ، ولما ذكر الوعيد ما زاد على { وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } وذلك يدل على أن جانب الرحمة غالب فتلخص في قوله : { مَّا تُوعَدُونَ } العموم ويخرج منه ما خرج بالدليل أو يراد به الخصوص من الحشر أو النصر أو الوعيد أو الوعد أي بلازمهما من الثواب أو العقاب أو مجموعهما ستة أقوال . وكتبت أن مفصولة من ما وما بمعنى الذي وفي هذه الجملة إشعار بقصر الأمل وقرب الأجل والمجازاة على العمل . .
{ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } أي فائتين أعجزني الشيء : فاتني أي لا يفوتنا عن ما أردنا بكم . قال ابن عطية : معناه بناجين وهنا تفسير باللازم . .
{ قُلْ ياأَهْلَ * قَوْمٌ * اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنّى عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ } قرأ أبو بكر على مكاناتكم على الجمع حيث وقع فمن جمع قابل جمع المخاطبين بالجمع ومن أفرد فعلى الجنس والمكانة ، مصدر مكن فالميم أصلية وبمعنى المكان ويقال : المكان والمكانة مفعل ومفعلة من الكون فالميم زائدة فيحتمل أن يكون المعنى على تمكنكم من أمركم وأقصى استطاعتكم وإمكانكم ، قال معناه الزجاج ، ويحتمل أن يكون المعنى على جهتكم وحالكم التي أنتم عليها ، يقال : على مكانتك يا فلان إذا أمرته أن يثبت على حاله أي