وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الإشارة الثانية : في الاحتياج إلى التدوين .
واعلم : أن الصحابة والتابعين - رضوان الله تعالى عليهم أجمعين - لخلوص عقيدتهم ببركة صحبة النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وقرب العهد إليه ولقلة الاختلاف والواقعات وتمكنهم من المراجعة إلى الثقات كانوا مستغنين عن تدوين علم الشرائع والأحكام حتى إن بعضهم كره كتابة العلم واستدل بما روي عن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - : أنه استأذن النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - في كتابة العلم فلم يأذن له .
وروي عن ابن عباس : أنه نهى عن الكتابة وقال : إنما ضل من كان قبلكم بالكتابة .
وجاء رجل إلى عبد الله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما - فقال : إني كتبت كتابا أريد أن أعرض عليك فلما عرض عليه أخذ منه ومحا بالماء وقيل له : لماذا فعلت ؟ قال : لأنهم إذا كتبوا اعتمدوا على الكتابة وتركوا الحفظ فيعرض الكتاب عارض فيفوت علمهم .
واستدل أيضا : بأن الكتاب مما يزيد فيه وينقص ويغير والذي حفظ لا يمكن تغييره لأن الحافظ يتكلم بالعلم والذي يخبر عن الكتابة يخبر بالظن والنظر .
ولما انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرقت الصحابة في الأقطار وحدثت الفتن واختلاف الآراء وكثرت الفتاوى والرجوع إلى الكبراء أخذوا في تدوين الحديث والفقه وعلوم القرآن واشتغلوا بالنظر والاستدلال والاجتهاد والاستنباط وتمهيد القواعد والأصول وترتيب الأبواب والفصول وتكثير المسائل بأدلتها وإيراد الشبهة بأجوبتها وتعيين الأوضاع والاصطلاحات وتبيين المذاهب والاختلافات وكان ذلك مصلحة عظيمة وفكرة في الصواب مستقيمة فرأوا ذلك مستحبا بل واجبا لقضية الإيجاب المذكور مع قوله - E - : ( العلم صيد والكتابة قيد قيدوا - رحمكم الله تعالى - علومكم بالكتابة . . . ) . الحديث