وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

الإفهام الثالث : في أوائل ما ظهر من العلم والكتاب .
واعلم : أنه يقال : إن آدم - عليه السلام - كان عالما بجميع اللغات لقوله - سبحانه وتعالى : ( وعلم آدم الأسماء كلها . . . الآية ) .
قال الإمام الرازي : المراد : أسماء كل ما خلق الله - تعالى - من أجناس المخلوقات بجميع اللغات التي يتكلم بها ولده اليوم وعلم أيضا معانيها وأنزل عليه كتابا وهو كما ورد في حديث أبي ذر - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : يا رسول الله أي كتاب أنزل على آدم - عليه السلام - ؟ قال : كتاب المعجم قلت : أي كتاب المعجم ؟ قال : أ ب ت ث ج قلت : يا رسول الله كم حرفا ؟ قال : تسعة وعشرون حرفا . . . ) الحديث .
وذكروا : أنه عشر صحف فيها سورة مقطعة الحروف وفيها الفرائض والوعد والوعيد وأخبار الدنيا والآخرة .
وقد بين أهل كل زمان وصورهم وسيرهم مع أنبيائهم وملوكهم وما يحدث في الأرض من الفتن والملاحم .
ولا يخفى أنه مستبعد عند أصحاب العقول القاصرة وأما من أمعن النظر في الجفر ولاحظ شموله على غرائب الأمور فعنده ليس ببعيد سيما في الكتب المنزلة .
وروي أن آدم - عليه السلام - وضع كتابا بأنواع الألسن والأقلام قبل موته بثلاثمائة سنة كتبها في طين ثم طبخه فلما أصاب الأرض الغرق وجد كل قوم كتابا فكتبوه من خطه فأصاب إسماعيل - عليه السلام - الكتاب العربي وكان ذلك من معجزات آدم - عليه السلام - ذكره السيوطي في ( المزهر ) .
وفي رواية : أن آدم - عليه السلام - كان يرسم الخطوط بالبنان وكان أولاده تتلقاها بوصية منه وبعضهم بالقوة القدسية القلبية وكان أقرب عهد إليه إدريس - عليه السلام - فكتب بالقلم واشتهر عنه من العلوم ما لم يشتهر عن غيره ولقب : بهرمس الهرامسة والمثلث بالنعمة لأنه كان نبيا ملكا حكيما .
وجميع العلوم التي ظهرت قبل الطوفان إنما صدرت عنه في قول كثير من العلماء وهو : هرمس الأول أعني : إدريس بن برد مهلايل بن أنوش بن شيث بن آدم - عليه السلام - المتمكن بصعيد مصر الأعلى .
وقالوا : إنه أول من تكلم في الأجرام العلوية والحركات النجومية وأول من بنى الهياكل وعبد الله - تعالى - فيها وأول من نظر في الطب وألف لأهل زمانه قصائد في : البسائط والمركبات وأنذر بالطوفان ورأى أن آفة سماوية تلحق الأرض فخاف ذهاب العلم فبنى الأهرام التي في صعيد مصر الأعلى وصور فيها جميع الصناعات والآلات ورسم صفات العلوم والكمالات حرصا على تخليدها ثم كان الطوفان وانقرض الناس فلم يبق علم ولا أثر سوى من في السفينة من البشر وذلك مذهب جميع الناس إلا المجوس فإنهم لا يقولون بعموم الطوفان ثم أخذ يتدرج الاستئناف والإعادة فعاد ما اندرس من العلم إلى ما كان عليه من الفضل والزيادة فأصبح مؤسس البنيان مشيد الأركان لا زال مؤيدا بالملة الإسلامية إلى يوم الحشر والميزان . ( 1 / 27 )