وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

التقسيم الثاني .
ما ذكره في ( الفوائد الخاقانية ) اعلم أن هاهنا تقسيمين مشهورين : .
أحدهما : أن العلوم : إما نظرية : أي غير متعلقة بكيفية عمل وإما عملية : أي متعلقة بها .
وثانيهما : أن العلوم : إما أن لا تكون في نفسها ة آلة لتحصيل شيء آخر بل كانت مقصودة بذواتها وتسمى : ( غير آلية ) .
وإما أن تكون آلة له غير مقصودة في نفسها وتسمى : ( آلية ) .
ومؤداها واحد فأما ما يكون في حد ذاته آلة لتحصيل غيره فقد رجع معنى الآلي إلى معنى العملي وكذا ما لا يكون آلة له كذلك لم يكن متعلقا بكيفية عمل وما لم يتعلق بكيفية عمل لم يكن في نفسه آلة لغيره فقد رجع معنى النظري وغير الآلي إلى شيء واحد .
ثم إن النظري والعملي يستعملان في معان ثلاثة : .
أحدهما : في تقسيم مطلق العلوم كما ذكرنا .
فالمنطق والحكمة العملية والطب العملي وعلم الخياطة كلها : داخلة في العملي المذكور لأنها بأسرها متعلقة بكيفية عمل إما ذهني : كالمنطق أو : خارجي : كالطب مثلا .
وثانيها : في تقسيم الحكمة فإنهم بعد ما عرفوا الحكمة : بأنه علم بأحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية قالوا : تلك الأعيان أما الأفعال والأعمال التي وجودها بقدرتنا واختيارنا أو لا فالعلم بأحوال الأول : من حيث يؤدي إلى صلاح المعاش والمعاد يسمى : ( حكمة عملية ) .
والعلم بأحوال الثاني : يسمى : ( حكمة نظرية ) .
وثالثها : ما ذكر في تقسيم الصناعة أي : العلم المتعلق بكيفية العمل من أنها إما : عملية أي : يتوقف حصولها على ممارسة العمل أو نظرية : لا يتوقف حصولها عليها فالفقه والنحو والمنطق والحكمة العملية والطب العملي خارجة عن العملية بهذا المعنى إذ لا حاجة في حصولها إلى مزاولة الأعمال بخلاف : علم الخياطة والحياكة والحجامة لتوقفها على الممارسة والمزاولة . ( 1 / 12 )