وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وبالجملة فكأن السجدة له عليه السلام تعظيما لعلمه .
وقد اختلف في كيفية التعليم فقيل : بالاستعداد والإلقاء من الله تعالى إليه .
وقيل : بالإلهام ويدل عليه قوله تعالى في داود ( وعلمناه صنعة لبوس لكم ) فإنه ألهمها إلهاما لا تعليما حقيقة .
والذي يظهر لي أنه أطلعه الله سبحانه على اللوح المحفوظ لأن فيه كل ما كان وما سيكون فجميع الأسماء والأشياء فيه وصفاتها وأحوالها فطبق تلك الكيفية التي رآها في اللوح على المسميات .
وقد قال تعالى : ( فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) .
أو أنه خلق له قدرة يقتدر بها على التعبير عن تلك الأمور عند الأمر له بإنباء الملائكة ويكون معنى ( علم ) أقدر .
وهذا مما يدل أكمل دلالة على أن علم الله تعالى لا نسبة بينه وبين علم مخلوقاته وعلى أن علم المخلوق ولو بلغ الغاية القصوى والنهاية العليا لا يدرك كنه الأمور ولا ينكشف له المصالح كلية الانكشاف .
وبهذا تعرف قدر الشيخ وأنه لما صارت له تلك الفضيلة وهي العلم كان الجزاء فيه السجود وإن كان التلميذ شريفا في النسب فإن شرف التعليم له زائد على شرفه كما كان ابن عباس يمسك بركاب شيخه وكان ينام في بابه ينتظر لخروجه حتى يطير عن ثوبه التراب الذي تلقيه الرياح .
وكذلك أمسك الإمام أحمد ركاب الشافعي