وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وأما العرف فغير معمول به لأنه إذا اشتغل بفن وعرفه سمي في العرف عالما وليس هو من العلم في شيء لأنه لا ينتفع به في الدين أصلا ولا يقدر أن يعمل بفرع من فروع الشريعة بنفس ذلك الفن كالنحو وغيره .
وإنما تلك الفنون آلة للكتاب والسنة فمن اشتغل بها ولم يتوصل بها إلى تلك الأمور فهو كمن أحكم السلم ولم يرتق عليه إلى محل مرتفع ولا فائدة له فيه .
وكذا المقلد فإنه لا يعلم ما الحق في المسألة ولا مع من هو ولا قاله من قلده أصواب هو أم خطأ .
وهذا لا يصح إطلاق العالم عليه حتى قال النووي : ( ( إنه إجماع ) ) وقالوا في أصول الفقه : إنه لا عبرة بالمقلد في إجماع العلماء لأنه ليس بعالم لأنهم حدوه : من يقبل قول من أفتاه من دون أن يطالبه بحجة .
وقد أوضح هذا بما لا مزيد عليه الشيخ الفاضل علي بن محمد ولد شيخنا الشوكاني - C - ( 1 / 136 ) في ( ( القول السديد في نصح المقلد وإرشاد المستفيد ) ) .
وأما المشتغل فيما يثبت له ذلك إلا إذا ثبت له الملكة في الآلات وأمكنه معرفة الكتاب والسنة كما ينبغي لأنه عند شروعه يريد تحصيل ما به الوصول إلى معرفة العلم الذي يطلق على من قام به اسم العالم فإذا أطلق عليه عند الشروع فإنما هو مجاز بعلاقة الأول والقرينة الواقعة .
فإذا عرفت هذا علمت أن العلم من أشرف المطالب لا يساويه مساو ولا تبلغ غايته غاية ولا فضيلة سواه .
ولقد صدق القائل : من فاته العلم ماذا أدرك ومن أدرك العلم ماذا فاته