وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

طلبوا لها من بقاع الأرض وبلدان الأقاليم أصحها تربة وأقلها عفونة وأبعدها من الزلازل والخسوف وأهلكها طينا وأبقاها على الدهر بناء فانتفضوا بلاد المملكة وبقاعها فلم يجدوا تحت أديم السماء بلدا أجمع لهذه الأوصاف من أصفهان ثم فتشوا عن بقاع هذا البلد فلم يجدوا فيها أفضل من رستاق جي ولا وجدوا في رستاق جي أجمع لما راموه من الموضع الذي اختط من بعد فيه بدهر داهر مدينة جي فجاؤوا الى قهندز هو داخل مدينة جي فأودعوه علومهم وقد بقي إلى زماننا هذا وهو يسمى سارويه ومن جهة هذه البنية درى الناس من كان بانيها ذلك انه لما كان قبل زماننا هذا بسنين كثيرة تهدمت من هذه المصنعة ناحية فظهروا فيها على ازج معقود من طين الشقيق فوجدوا فيه كتبا كثيرة من كتب الأوائل مكتوبة كلها في لحاء التوز مودعة أصناف علوم الأوائل بالكتابة الفارسية القديمة فوقع بعض تلك الكتب الى من عني به فقرأه فوجد فيه كتابا لبعض ملوك الفرس المتقدمين يذكر فيه ان طهمورث الملك المحب للعلوم وأهلها كان انتهى اليه قبل الحدث المغربي الذي كان من جهة الجو خبره في تتابع الامطار هناك وافراطها في الدوام والغزارة وخروجها عن الحد والعادة وأنه كان من أول يوم من سني ملكه الى أول يوم من بدء هذا الحدث المغربي مائتان وإحدى وثلاثون سنة وثلاثمائة يوم وأن المنجمين كانوا يخوفونه من أول ابتداء ملكه تعدي هذا الحدث من جانب المغرب إلى ما يليه من جانب المشرق فأمر المهندسين بايقاع الاختيار على أصح البقاع في المملكة تربة وهواء فاختاروا له موضع البنية المعروفة بسارويه وهي قائمة إلى الساعة داخل مدينة جي فأمر بابتناء هذه البنية الوثيقة فلما فرغ له منها نقل إليها من خزائنه علوما كثيرة مختلفة الأجناس فحولت له الى لحاء التوز فجعلها في جانب من ذلك البيت لتبقى للناس بعد احتباس هذا الحدث وأنه كان فيها كتاب منسوب الى بعض الحكماء المتقدمين فيه سنون وأدوار معلومة لاستخراج أوساط الكواكب وعلل حركاتها وإن أهل زمان طهمورث وسائر من تقدمهم من الفرس كانوا يسمونها أدوار الهزارات وان أكثر علماء الهند وملوكها الذين كانوا على وجه الأرض وملوك الفرس الأولين وقدماء الكلدانيين وهم سكان الاحوية من أهل بابل في الزمان الأول انما كانوا يستخرجون أوساط الكواكب السبعة من هذه السنين والادوار وإنه انما ادخره من بين الزيجات التي كانت في زمانه لأنه وسائر من كان في ذلك الزمان وجدوه أصوبها كلها عند الامتحان وأشدها اختصارا واستخرج منه المنجمون في ذلك الزمان زيجا سموه زيج الشهريار ومعناه ملك الزيجات هذا آخر لفظ أبي معشر قال محمد بن إسحاق خبرني الثقة انه انهار في سنة 35 من سني الهجرة أزج آخر لم يعرف مكانه لأنه قدر في سطحه انه مصمت الى أن انهار وانكشف عن هذه الكتب الكثيرة التي لا يهتدي أحد الى قراءتها والذي رأيت انا بالمشاهدة أن أبا الفضل بن العميد أنفذ الى هاهنا في سنة نيف وأربعين كتبا منقطعة أصيبت بأصفهان في سور المدينة في صناديق وكانت باليونانية فاستخرجها أهل هذا الشان مثل يوحنا وغيره وكانت أسماء الجيش ومبلغ أرزاقهم وكانت الكتب في نهاية نتن الرائحة حتى كأن الدباغة فارقتها عن قرب فلما بقيت ببغداد حولا جفت وتغيرت وزالت الرائحة عنها ومنها في هذا الوقت شيء عند شيخنا أبي سليمان ويقال ان سارويه أحد الأبنية الوثيقة القديمة المعجزة البناء وتشبه في المشرق بالاهرام التي بمصر من أرض المغرب في الجلالة وإعجاز البناء