وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 345 @ | | وقوله : ! 2 < لا يأتيكما طعام ترزقانه > 2 ! الخ ، إشارة إلى منعه إياهما عن حظوظهما | إلا بعد تبيينه لهما ما يؤول إليه أمرهما من شأنهما الذي يجب لهما القيام به بالسياسة | والتسديد والتقويم والإصلاح وإظهار التوحيد لهما بقوله : ! 2 < إني تركت > 2 ! إلى آخره ، | بعثه إياهما على القيام بالأمر الإلهي الضروري وترك الفضول والامتناع عن تفرق | الوجهة وتشتت الهم ، فإن خاصية الهوى التفرقة والتوزع وتعبد الشهوات المختلفة | للقوى المتنازعة ، وخاصية المحبة في البداية وقبل الوصول إلى النهاية التعلق بحسن | الصفات والتعبد لها دون جمال الذات ، فدعاهما إلى التوحيد بقوله : ! 2 < إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله > 2 ! أي : المشركين ، العابدين لأوثان صفات النفس بل لوجود القلب | وصفاته ! 2 < وهم بالآخرة > 2 ! أي : وهم عن البقاء في العالم الروحاني محجوبون ، وبقوله : | ^ ( ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ) . | | ^ ( وبقوله : ! 2 < أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار > 2 ! أي : إذا كان لكل منكما | أرباب كثيرة كما قال تعالى : ! 2 < فيه شركاء متشاكسون > 2 ! [ الزمر ، الآية : 29 ] يأمره هذا بأمر | وهذا بأمر متمانعون في ذلك ، عاجزون إما للمحبة فكالصفات والأسماء ، وإما للهوى | فكالقوى النفسانية كان خيراً له أم رب واحد لا يأمره إلا بأمر واحد ، كما قال : ! 2 < وما أمرنا إلا واحدة > 2 ! [ القمر ، الآية : 50 ] ، قهار ، قوي ، يقهر كل أحد ، لا يمانعه في أمره | شيء ، ولا يمتنع عليه . وأجبرهما بالسياسة على اتحاد الوجهة ، فإن القلب إذا غلبت | عليه الوحدة امتنعت محبته عن حب الصفات وانصرفت إلى الذات ، وإذا تمرن في | التوحيد انقمع هواه عن تعبد الحظوظ والشهوات والتفرق في تحصيل اللذات واقتصر | على الحقوق والضرورات بأمر الحق لا بطاعة الشيطان . | | [ تفسير سورة يوسف من آية 41 إلى آية 42 ] | | وقوله : ! 2 < أما أحدكما فيسقي ربه خمرا > 2 ! تعيين لشأن الأول بعد السياسة بالمنع | عن الشرك وهو تسليط حب اللذات على الروح ! 2 < وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه > 2 ! بيان لما يؤول إليه أمر الثاني . وصلبه : منعه عن أفعاله بنفسه وقمعه عن | مقتضاه وتثبيته وتقريره على جذع القوة الطبيعية النباتية بحيث لا تصرف للمتخيلة فيه |