وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حصينة غرم فيها مالا وافرا فحاصروه مدة فقتل عليه أمير من أمراء المسلمين يعرف ببدر الدين محمد بن أبي القاسم الهكاري وقتل كند من أكناد الأفرنج كبير مشهور فيهم فتشاءموا بالمقام على الطور ورجعوا إلى عكا واختلفوا هناك فقال ملك الهنكر الرأي أنا نمضي إلى دمشق ونحاصرها فإذا أخذناها فقد ملكنا الشام فقال الملك النوام قالوا إنما سمي بذلك لأنه كان إذا نازل حصنا نام عليه حتى يأخذه أي أنه كان صبورا على حصار القلاع واسمه دستريج ومعناه المعلم بالريش لأن أعلامه كانت الريش فقال نمضي إلى مصر فإن العساكر مجتمعة عند العادل ومصر خالية فأدى هذا الاختلاف إلى انصراف ملك الهنكر مغاضبا إلى بلده فتوجه باقي عساكرهم إلى دمياط فوصلوها في أيام من صفر سنة 651 والعادل نازل على خربة اللصوص بالشام وقد وجه بعض عساكره إلى مصر وكان ابنه الملك الأشرف موسى بن العادل نازلا على مجمع المروج بين سلمية وحمص خوفا من عادية تكون منهم من هذه الجهة واتفق خروج ملك الروم ابن قليج ارسلان إلى نواحي حلب وأخذ منها ثلاثة حصون عظيمة رعبان وتل باشر وبرج الرصاص كلها في ربيع الأول من السنة وبلغ عسكره إلى حدود بزاعة وانتهى ذلك إلى الملك الأشرف فجاء فيمن انضم إليه من عساكر حلب فواقعه بين منبج وبزاعة فكسره وأسر أعيان عسكره ثم من عليهم وذلك في ربيع الآخر وبلغ خبر ذلك إلى ملك الروم وهو قيقاوس بن قليج أرسلان وهو نازل على منبج فقلق لذلك حتى قال من شاهده إنه رآه يختلج كالمحموم ثم تقيأ شيئا شبيها بالدم ورحل من فوره راجعا إلى بلده والعساكر تتبعه وكان انفصاله في الحادي عشر من جمادى الأولى سنة 651 وقد استكمل شهرين بوروده واستعبد على الفور تل باشر ورعبان وبرج اللصوص ورجع إليه أصحابه الذين كانوا مقيمين بهذه الحصون الثلاثة وكانوا قد سلموها بالأمان جمع منهم متقدما وتركهم في بيت من بيوت ربض ترتوش وأضرم فيه النار فاحترقوا وكان فيهم ولد إبراهيم خوانسلار صاحب مرعش فرجع إلى بلده وأقام يسيرا ومات واستولى على ملكه أخوه وكان في حبسه ولما استرجع الملك الأشرف من هذه الحصون الثلاثة ورجع قاصدا إلى حلب ودخل في حدها ورد عليه الخبر بوفاة أبيه الملك العادل أبي بكر بن أيوب وكانت وفاته بمنزلة على خربة اللصوص وإنما كانت في يوم الأحد السابع من جمادى الأولى سنة 651 فكتم ذلك ولم يظهره إلى أن نزل بظاهر حلب وخرج الناس للعزاء ثلاثة أيام وأما الأفرنج فإنهم نزلوا على دمياط في صفر سنة 51 وأقاموا عليها إلى السابع والعشرين من شعبان سنة 16 وملكوها بعد جوع وبلاء كان في أهلها وسبوهم فحينئذ أنفذ الملك المعظم وخرب بيت المقدس وبيع ما كان فيها من الحلي وجلا أهلها وبلغ ذلك الملك الأشرف فمضى إلى الموصل لإصلاح خلل كان فيه بين لؤلؤ ومظفر الدين بن زين الدين فلما صلح ما بينهما توجه إليها وكان أخوه الملك الكامل بإزاء الأفرنج في هذه المدة فقدمها الملك الأشرف وانتزعها من أيديهم في رجب سنة 81 ومنوا على الأفرنج بعد حصولهم في أيديهم وكان قد وصل في هذا الوقت كند من وراء البحر وحصل في دمياط وخافوا إن لم يمنوا على الأفرنج أن يتخذوا بحصول ذلك الكند الواصل شغل قلب فصانعوهم بنفوسهم عن دمياط فعادت إلى المسلمين