وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

هذا المكان رجل يقال له مقلاص قال فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه فقال لي ما وراءك قلت خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء فقال قلت أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا فلما ذكرت له مقلاص ضحك واسبتشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به فقلت في نفسي لحقه اللجاج ثم دعاء المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد فقلت له أظنك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه فقال لا والله ولكني كنت ملقبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم فكنت أنا ومن كان في مقدار سني من عمومتي وإخوتي من الأيام وما أملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم فسرقته ثم وجهت به فبيع لي واشتري لي بثمنه ما احتجت إليه وجئت إلى الداية وقلت لها افعلي كذا واصنعي كذا قالت من أين لك ما أرى قلت اقترضت دراهم من بعض أهلي ففعلت ما أمرتها به فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه وكان في تلك الناحية لص يقال له مقلاص مشهور بالسرقة فجاءت ألى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ما صنعت فلما ألحت وأنا لا أخرج قالت اخرج يا مقلاص الناس يتحذرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به ألا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه ثم وضع أساس المدينة مدورا وجعلو قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وفصيلها فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاص من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة .
قالوا فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار وقال الخطيب في رواية إنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة آلاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم وذاك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات وكان الكبش بدرهم والحمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم قال الفضل بن دكين كان ينادي على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم والعسل عشرة أرطال بدرهم قال وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الآخر ميل وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري وعن ابن الشروي قال هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوبا عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا فوزناها فوجدناها كذلك .
وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل داره وجامعها في وسطها وبنى القبة الخضراء فوق إيوان وكان علوها ثمانين ذراعا وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد