ولا يقال ذلك إلا لمن يعتد بلقائه ويسر برؤيته كأنه يقول ما جاءنا بك وما الذي دعاك إلى أن أتيتنا فأنعمتنا أي سررتنا بلقائك والنعمة المسرة مضمومة النون يقال نعم ونعمة عين قال الشاعر تراب لأهلي لا ولا نعمة لهم لشد إذا ما قد تعبدني أهلي ومن هذا قولهم نعم الله بك عينا وأنعم الله بك عينا أي أقر بك عين من تحبه وكان بعض السلف يكره أن يقال نعم الله بك عينا .
وقال إن الله لا ينعم بشيء قال وإنما يقال أنعم الله بك عينا .
وفيه وجه آخر وهو أن يكون معناه ما الذي أعملك نحونا وجشمك المصير إلينا من قولهم تنعم الرجل إذا مشى حافيا .
قال بعض أهل اللغة معناه أن يمشي على نعامة رجله .
قال غيره إنما قلبت هذه الكلمة على طريق التفاؤل وذلك أن الرجلة بؤس وعناء فصرفوها من طريق الفأل إلى النعمة والرخاء فقالوا تنعم الرجل إذا مشى حافيا ويقال في مثل هذا ما عزنا بك .
ومنه حديث علي أخبرناه ابن هاشم أخبرنا الدبري عن عبدالرزاق عن معمر عن أبان عن رجل ذكره أن أبا موسى الأشعري عاد الحسن بن علي فدخل علي فقال ما عزنا بك أيها الشيخ فقال سمعت بوجع ابن أخي فأحببت أن أعوده