وقال أبو محمد في حديث عمر رضي اللّه عنه انّه مَرَّ برجُل قد قصّر الشَّعر في السُّوق فعاقَبه .
قصَّ الشّعر أَي : جَزّه وانَّما عاقَبَه على ذلك لأنَّه لا يُؤْمن اذا جُزَّ في السَّوق أَنْ تحمله الريح فتلقيه فيما يأكله الناس ويأْتَدِمُونه .
وقال أبو محمد في حديث عمر رضي اللّه عنه انّه ذَكر فِتْيان قريش وسر فَهم في الانْفاق فقال : لَحِرْفة أَحَدهم أَشَدُّ عليَّ من عَيْلَته .
الحِرْفة ها هنا ان يكون الرجل لا يتجر ولا يلتمس الرّزق أو يكون محدودا لا يرزق إذا طَلَب ومنه قيل : فلان مُحارَف والعَيْلة : الفَقر . وأَراد عُمَر أنّ إِغْناء الفَقير منهم أَيسْر عليَّ من إِصلاْح الفاسد .
والحِرْفة في موضع آخر الاكتْساب بالصِّناعة والتجارة . وفي حديث آخر لُعمَر أنّه قال : " إنَّي لاَرى الرجُل فَيعُجْبِنُي فأَقول هل له حِرْفة فإِنْ قالوا لا سقَطَ من عَيْني " . ومنه يقال : فلان حريف فلان إذا عامَله " " فَعيل " في معنى " فاعل " مثل جَليس