فانْعق بضَأنْك يا جَرير فإنمَّا ... مَنَّتك نفْسُكَ في الخلاَء ضَلالا ... .
ولم يكن جرير براعي ضَأْن وإنّما أَراد أنَّ بني كُلَيْب يعُيَرَّوُن برعي الضأْن وجرير منهم فهو من جُفاتهم ومَنْ ذهَبَ في قول اللّه جلَّ وعزَّ : ومثل الذين كفَروا كمِثْل الذي يَنْعِق بما لا يسْمَع . إلى انه شبَّههم براعي الضَأْنِ في الجَهل كان على مَذْهب العَرَب وَجْهاً غير أنّه لم يذهب إليه أَحد من العلماء فيما نَعْلم .
وفي حديث حُنَيْن أنّ دُرَيْد بن الصِّمّة قال : بأَي وادٍ أَنتم قالوا بأَوْطاس فقال : نِعْم مجالُ الخَيْل لا حَزْنُ ضَرِس ولا سَهْل دهِس ثم قال لمالك بن عوف : مالي أسمع بكاء الصغير ورُغاء البَعير ونُهاق الحَمير ويُعَار الشاء . ؟ قال مالك . يا أبا قُرَّة انّي سُقْت مع الناس أَموالهم وذراريهم وأردت أنْ أَجعل كل رجل منهم أَهْله وماله يقاتل عنه فأنْقَض به دريد ثم قال : لَبِسَ المعوز ردَ عليه السلام وهذا من الأئمة تأْديب ولا يجوز ذلك لغيرهم لأنَ ردّ السلام فَرْض